الحرس الثوري الإيراني ينقل أسلحة للحوثيين باليمن عبر مياه الكويت
الثلاثاء 9 ذو القعدة 1438ﻫ 1-8-2017م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



الجزيرة برس -من جوناثان سول-لندن (رويترز) – قالت مصادر مطلعة لرويترز إن الحرس الثوري الإيراني بدأ في استخدام طريق جديد عبر الخليج لنقل شحنات أسلحة سرية إلى الحوثيين حلفائه في الحرب الأهلية اليمنية.

كانت مصادر إقليمية وغربية قد أبلغت رويترز في مارس آذار أن إيران ترسل أسلحة ومستشارين عسكريين إلى الحوثيين إما مباشرة إلى اليمن أو عبر الصومال. غير أن سلوك ذلك المسار كان ينطوي على مجازفة بالاحتكاك بسفن البحرية الدولية التي تقوم بدرويات في خليج عمان وبحر العرب.

وتقول مصادر غربية وإيرانية إنه على مدى الشهور الستة الماضية بدأ الحرس الثوري الإيراني استخدام مياه الخليج بين الكويت وإيران مع بحثه عن سبل جديدة للتحايل على حظر نقل أسلحة لحلفائه الحوثيين الشيعة.

وفي هذا المسار تنقل سفن إيرانية عتادا إلى قوارب أصغر في أعلى الخليج حيث تواجه تدقيقا أقل. وقالت المصادر إن تسليم وتسلم الشحنات يتم في المياه الكويتية وفي ممرات ملاحية دولية قريبة منها.

وقال مسؤول إيراني كبير “يتم تهريب أجزاء الصواريخ وبطاريات الإطلاق والمخدرات إلى اليمن عبر المياه الكويتية. أحيانا يستخدم هذا الطريق لنقل النقود أيضا”.

وأضاف المسؤول “ما تم تهريبه مؤخرا، أو على وجه الدقة في الشهور الستة الماضية، أجزاء صواريخ لا يمكن إنتاجها في اليمن”.

وقال المسؤول إن من الممكن استخدام النقود والمخدرات لتمويل أنشطة الحوثيين.

ويشهد اليمن حربا أهلية مستمرة منذ أكثر من عامين بين الحوثيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف تقوده السعودية. وقُتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الصراع كما أصاب وباء للكوليرا أكثر من 300 ألف في البلد الذي يوشك أن يقع في أتون المجاعة.

وتزيد إيران دعمها لحليفها الشيعي ضد التحالف بقيادة عدوتها السعودية في حرب قد تغير نتيجتها ميزان القوى في الشرق الأوسط.

 

*عتاد عسكري

لم تحقق جهود التحالف بقيادة السعودية لاعتراض شحنات الأسلحة سوى نجاح محدود حيث لم يتم الإعلان عن ضبط أسلحة أو ذخيرة في البحر منذ بداية العام الحالي بينما تم ضبط كميات قليلة على الطريق البري الرئيسي من شرق اليمن.

وقال محققون مستقلون من الأمم المتحدة، يراقبون العقوبات على اليمن، لمجلس الأمن في أحدث تقرير سري لهم اطلعت عليه رويترز إنهم ما زالوا يحققون بشأن ممرات محتملة لتهريب الأسلحة.

وأضافوا أن الإمارات العضو في التحالف أبلغت عن 11 هجوما للحوثيين بطائرات دون طيار مسلحة بالمتفجرات على قواتها البرية منذ سبتمبر أيلول 2016.

وقال التقرير “رغم أن وسائل الإعلام الموالية للحوثيين أعلنت أن وزارة الدفاع في صنعاء قادرة على صنع الطائرات دون طيار.. فإنها في واقع الأمر يتم تجميعها من مكونات يوردها مصدر خارجي ويتم شحنها لليمن”.

وأضاف التقرير أن الحوثيين “سيستنفدون مخزونهم المحدود من الصواريخ في نهاية الأمر”. وسيجبر هذا الحوثيين على إنهاء حملة هجمات صاروخية على الأراضي السعودية ما لم يحصلوا على إمدادات جديدة من مصادر خارجية.

وقال تقرير سابق للأمم المتحدة في يناير كانون الثاني إن الحوثيين بحاجة إلى إعادة التزود بالأسلحة الموجهة المضادة للدبابات.

وربما لا تتمكن عمليات تهريب الأسلحة من تحويل دفة الصراع لكنها ستسمح للحوثيين بتلقي امدادات منتظمة يصعب الحصول عليها.

 

*مسار آمن

وقال مسؤول إيراني ثان “حجم هذا النشاط، ولا أصفه بأنه تجارة، ليس كبيرا جدا. لكنه مسار آمن”.

وأضاف “يتم استخدام موانئ إيرانية أصغر لتنفيذ هذا النشاط نظرا لأن الموانئ الكبيرة تلفت الانتباه”.

وردا على سؤال عما إذا كان الحرس الثوري مشاركا في العملية قال المسؤول الثاني “لا يتم أي نشاط في الخليج دون مشاركة الحرس الثوري. هذا النشاط يتضمن مبلغا ضخما من المال فضلا عن نقل عتاد إلى جماعات تدعمها إيران في معركتها ضد أعدائها”.

وأكد مسؤول إيراني ثالث عمليات الشحن وأشار إلى ضلوع الحرس الثوري فيها.

والحرس الثوري أكثر القوى الأمنية الإيرانية نفوذا في الداخل والخارج ويضم شبكة معقدة من المخابرات إلى جانب وحدات نخبة تلعب دورا رئيسيا في الحرب في سوريا دعما للحكومة.

ورفض الحرس الثوري التعليق بينما لم يتسن الوصول إلى مسؤولين بوزارة الخارجية الإيرانية.

ولم يتسن أيضا الوصول إلى مسؤولين حوثيين للتعليق. لكن زعيما حوثيا قال في مارس آذار مشترطا عدم الكشف عن اسمه إن الاتهامات بأن إيران تهرب أسلحة إلى اليمن محاولة للتغطية على فشل السعودية في الانتصار في الحرب هناك.

ولم يرد مسؤولون كويتيون على طلبات للتعليق. وقال متحدث باسم البحرية الأمريكية إنه ليست لديه معلومات عن الأمر.

وقال جيري نورثوود من شركة ماست للأمن البحري وهو ضابط سابق في البحرية البريطانية قاد سفنا حربية في المنطقة إن المياه الإقليمية “لإيران والكويت والعراق في شمال الخليج الفارسي متداخلة مع بعضها بعضا”.

وأضاف “لا يزال المجال كبيرا أمام المهربين للعمل. الخليج الفارسي بأكمله يموج بنشاط القوارب الصغيرة. وهذا في منطقة التجارة غير المشروعة فيها من وجهة نظر شخص ما تعد مشروعة في رأي شخص آخر”.

وتمر مئات السفن يوميا عبر مضيق باب المندب على ساحل اليمن ومضيق هرمز على ساحل إيران. وكثير منها قوارب صغيرة يصعب تعقبها.

وقالت مصادر ملاحية وأمنية غربية إنه منذ مارس آذار حدثت زيادة في الأنشطة المريبة لسفن ترفع علم إيران في المياه القريبة من الكويت.

وقال تاجر أسلحة دولي متمركز في منطقة البحر المتوسط على علم بالأمر “يستخدم الإيرانيون المياه القريبة من الكويت لنقل … عتاد إلى اليمن”.

وأضاف “يتم نقل الشحنات إلى قطع أخرى .. مثل القوارب الصغيرة أو يتم إلقاؤها قرب عوامات لتلتقطها سفن مارة بالمنطقة”.

وقال التاجر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن المياه العراقية المجاورة تضم أيضا العديد من الخلجان الصغيرة والمهجورة تتيح فرصا لهذا النوع من الأنشطة السرية.

وقالت المصادر الغربية إن الشحنات يتم نقلها من موانئ إيرانية صغيرة عبر ممرات بحرية قرب الكويت التي تبعد نحو 100 ميل بحري عن إيران.

 

وذكرت أنه لتفادي الرصد تغلق السفن التي ترفع علم إيران أجهزة تعريف الهوية الخاصة بها أحيانا لأيام. وتتقابل مع سفن أخرى أو تلقي بالإمدادات قرب العوامات حتى يتسنى انتشال الشحنات من أجل استكمال عملية النقل