الجزيرة برس- شهدت مدينة المكلا عصر أمس الأحد 13 يناير احتشاد مئات الآلاف من أبناء حضرموت القادمين من قرى ومدن الساحل والوادي والصحراء وكذا من محافظات ومناطق المهرة وشبوة وردفان ويافع والضالع وأبين وغيرها من مناطق الجنوب التي لبت دعوة أبناء حضرموت للمشاركة في مهرجان التصالح والتسامح بساحة جامع عمر بالمكلا .
وكانت قد انطلقت ـ بعد عصر أمس الأحد ـ مسيرة جماعية حاشدة من جسر الشهيدين بارجاش وبن همام في شكل سيل بشري كبير كان آخرها حصن الغويزي ـ مدخل المكلا الشرقي ـ بطول نحو (5كيلو) في صورة مهيبة لم تشهدها المكلا من قبل..
وقد رفعت المسيرة أعلام الجنوب وصور الشهداء وصور الأسرى وصور القيادات الجنوبية بالخارج والداخل (علي سالم البيض وحسن باعوم وعلي ناصر محمد وحيدر العطاس وعبد الرحمن الجفري وغالب القعيطي )، باعتبارهم رموز مختلف المراحل وتشمل كل القوى لتجسيد صورة حقيقية لواقع التصالح والتسامح لكافة مراحل النضال الوطني الجنوبي.
وقد تقدمت المسيرة، الدراجات النارية التي يزيد عددها عن خمسمائة دراجة نارية وما يزيد عن عشرين فرقة من الفرق التراثية و الشعبية والمجموعات والكتائب العسكرية والكشفية الشبابية الرمزية تقود المسيرة المليونية الجماعية التي دعت ما يزيد عن 13 مكوناً من قوى الثورة التحريرية السلمية الجنوبية بمحافظة حضرموت للزحف نحو ساحة المهرجان بجامع عمر بالمكلا المزينة بالصور والإعلام، حيث اُستقبلت الحشود بترديد الشعارات الحماسية الجنوبية الوطنية الداعية والمؤكدة على التصالح والتسامح والأناشيد الوطنية الثورية الجنوبية قبل بدء المهرجان والحفل الكرنفالي.
وقامت الجموع بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء كما ألقيت في المهرجان عدد من القصائد الشعرية وألقيت عدد من الكلمات منها كلمة للمكونات الشبابية الثورية وكذا النسائية وعن الجهات المنظمة.. واختتم الحفل بترديد الشعارات الثورية الحماسية والنشيد الوطني الجنوبي.
ووفقاً لمصادر ميدانية بالمكلا، فقد فشلت الجهود في توحيد مهرجان «التصالح والتسامح» بين فصيلين متنازعين يدعم أحدهما نائب الرئيس الأسبق/علي سالم البيض، ويقود الآخر حسن باعوم.
وقالت مصادر محلية إن أنصار البيض، والذي يقودهم البرلماني السابق/أحمد بامعلم ـ رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بحضرموت ـ نظموا مهرجاناً حاشداً في المكلا تضمن إلقاء خطابات وتقديم عروض مختلفة.
ونُقِل عن بامعلم قوله ـ خلال كلمته أمام الحاضرين ـ أن «شعب الجنوب يهيئ الظروف لعلي سالم البيض ليقول للعالم بأن شعب الجنوب لا يريد إلا الاستقلال».
ونظم أنصار باعوم مسيرات في المكلا رفعوا خلالها أعلام دولة الجنوب سابقاً، وارتدى بعض المشاركين زي الجيش والشرطة في إشارة رمزية إلى مشاركة أطياف مختلفة من المجتمع.
وفي تصريح لرئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان التصالح والتسامح بحضرموت الأستاذ/صبري سالمين بن خاشن ـ رئيس تجمع صحفيو حضرموت والجنوب العربي ـ أكد فيه أن رسالتي المكلا وعدن كانتا رسالتين قويتين للداخل والخارج بأن أصوات شعب الجنوب التي ارتفعت عالياً ستصل إلى مسامع العالم كله وإن النصر وبشائر تحقيق التحرير والاستقلال بدأت ترتسم ملامحها في ساحات عدن والمكلا، مستبشراً بقرب النصر، مؤكداً أن التعتيم الإعلامي المفروض على قضية الجنوب قد ولى إلى غير رجعة بعد إزاحة الحشود المليونية كل الغيوم والضبابية وأسقطت كل المؤامرات على شعب الجنوب وخيراته.
ودعا القيادات الجنوبية بالداخل والخارج إلى سرعة الالتقاء والاتفاق على البرامج السياسية والثوابت الوطنية الجنوبية وميثاق الشرف وغيرها من متطلبات تحريك العملية والمسار السياسي لمواكبة الفعل والمسار الثوري لتحقيق نتائج ملموسة ومكاسب عملية وحقيقية للثورة الجنوبية.
ووجه بن مخاشن ـ في ختام تصريحه ـ الشكر والتقدير لكل الجهات الداعمة والراعية وإلى الجنود المجهولين الذين عملوا في الخفاء وأبناء عدن والمكلا الذين عملوا ليل نهار لإنجاح الفعالية .
ونظم أنصار الحراك الجنوبي اليوم الأحد أكبر مهرجاناته في مدينتي عدن والمكلا تحت شعار «التصالح والتسامح» في استعراض قوة بالذكرى السابعة والعشرين لأحداث 13 يناير الدامية في جنوب اليمن. اخبار اليوم