جسر الجمرات (السعودية) (رويترز) – بدأ الحجاج يوم الجمعة رمي الجمرات الذي يرمز إلى رجم الشيطان بينما يواصل أكثر من مليوني مسلم أداء شعائر الحج في الأراضي المقدسة بالسعودية.
ونشرت المملكة، التي تضع على المحك سمعتها كمنظم لأكبر تجمع سنوي للمسلمين في العالم، أكثر من 100 ألف من قوات الأمن والمسعفين وتستعين بتقنيات متطورة من بينها طائرات بدون طيار لضمان سلامة الحجاج.
وتحت إشراف دقيق من السلطات السعودية صعد الحجاج جسر الجمرات المؤلف من ثلاثة طوابق لتخفيف الزحام وهم يمسكون الحصى لأداء هذا النسك. وحمل بعض الحجاج مظلات لتقيهم قيظ الشمس مع تخطي درجات الحرارة 40 مئوية.
وقال الحاج المصري محمد عبد الخالق الجوهري (٥٦ عاما) ”أشكر جلالة الملك وملوك المملكة العربية السعودية أنهم قدروا يجدوا مبنى عظيما بالشكل ده لأداء نسك معين ووفروا الراحة والأمان لكل المواطنين ولكل العالم لأن في مسلمين في كل الدنيا“.
وأضاف قائلا ”هذا العمل هو تجسيد لما قام به إسماعيل عليه السلام وسيدنا إبراهيم من محاربة للشيطان وعندما تجسد النسك في مثل هذا الشكل يتبين للقاصي والداني والصغير والكبير مدى جرم الشيطان وأعماله التي كانت تؤدي إلى خراب هذه الدنيا“.
وفي سنوات سابقة تسببت حوادث تدافع في منطقة رمي الجمرات في مقتل المئات. وبحسب تقديرات أعلنتها الحكومة السعودية أسفر حادث تدافع في عام 2015 عن مقتل ما يصل إلى 800 حاج.
لكن إحصائيات من الدول التي أعيدت إليها جثث الضحايا أظهرت أن عدد القتلى ربما كان أكثر من 2000 من بينهم ما يزيد على 400 إيراني. وكان ذلك أكبر حادث في موسم الحج في 25 عاما على الأقل.
وكانت السلطات السعودية أعادت تنظيم منطقة رمي الجمرات بعد حادثي تدافع في 2004 و2006 قتل فيهما المئات. وتقلصت بشدة وتيرة مثل تلك الحوادث مع إنفاق الحكومة مليارات الدولارات على تحديث وتوسعة البنية التحتية للحج وتقنيات السيطرة على الحشود.
وقال مسؤولون إنهم أعدوا جدولا زمنيا صارما للحجاج من مختلف الدول من أجل تخفيف الزحام.
وقالت السعودية إن أكثر من 2.3 مليون شخص معظمهم من خارج المملكة وصلوا لأداء فريضة الحج هذا العام.
وعاد حوالي 90 ألفا من الإيرانيين إلى الحج بعد مقاطعة العام الماضي وسط خلاف دبلوماسي بين طهران والرياض اللتين تتنافسان على النفوذ في المنطقة.
وفي السنوات الماضية كان التزاحم لرمي الجمرات قبل العودة إلى مكة سببا في كثير من حوادث التدافع أثناء الحج.