الجيش العراقي: نصر وشيك على الدولة الإسلامية في الموصل
الأحد 15 شوال 1438ﻫ 9-7-2017م

 

الجزيرة برس – الموصل/أربيل (العراق) (رويترز) – تعهد مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية بالقتال حتى الموت في مدينة الموصل العراقية يوم السبت فيما قال قادة بالجيش العراقي إن قوات الأمن العراقية تتوقع استعادة السيطرة الكاملة على المدينة في أي لحظة. وقال مراسل لرويترز إن عشرات الجنود العراقيين احتفلوا وسط الأنقاض على ضفتي نهر دجلة دون انتظار إعلان الانتصار رسميا وبعضهم رقص على أنغام موسيقى تصدح من شاحنة وأطلقوا نيران الأسلحة الآلية في الهواء. لكن الأجواء لم تكن بهذا القدر من البهجة بين نحو مليون من سكان الموصل شردهم القتال المستمر منذ شهور ويعيش الكثيرون منهم في مخيمات خارج المدينة. وقال محمد الحاج أحمد (43 عاما) وهو تاجر ملابس في مخيم حسن شام شرقي الموصل “إذا لم تحدث إعادة إعمار ولم يرجع الناس لبيوتهم ولم يستردوا ممتلكاتهم، فماذا يعني التحرير؟” وفي وقت سابق من يوم السبت نقل التلفزيون الرسمي عن متحدث عسكري قوله إن الخطوط الدفاعية لتنظيم الدولة الإسلامية تنهار. وقالت مذيعة بالتلفزيون نقلا عن مراسلين يعملون وسط قوات الأمن التي تحارب التنظيم المتشدد في المدينة القديمة على ضفة نهر دجلة بالموصل “هي معركة الأمتار الأخيرة.. ونعلن النصر النهائي. ما هي إلا ساعات”. لكن وكالة أعماق التابعة للدولة الإسلامية ذكرت أن قتالا عنيفا يدور في حي الميادين بمحاذاة النهر وقالت إن مقاتلي التنظيم صامدون في حصونهم. وقالت الوكالة “بيعات جماعية على الموت بين صفوف مقاتلي الدولة الإسلامية بمنطقة الميدان في الموصل”. وقال مراسل رويترز إن أصوات نيران المدفعية والأسلحة استمرت بعد ظهر السبت وإن عمودا من الدخان تصاعد فوق ضفة النهر بالمدينة القديمة. ويقدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الدعم الجوي والبري للهجوم المستمر منذ ثمانية أشهر لاستعادة الموصل التي كانت إلى حد بعيد أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم المتشدد عام 2014. وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أعلن من الموصل قبل ثلاثة أعوام قيام “دولة خلافة” في أجزاء متجاورة من العراق وسوريا. * قتال من أجل كل متر ذكر التلفزيون الرسمي أن عشرات المتشددين قتلوا يوم السبت وحاول آخرون الفرار عن طريق السباحة إلى الضفة الأخرى لنهر دجلة. وأضاف أن أغلب من بقوا للمقاومة هم من المقاتلين الأجانب. ويقول قادة عراقيون إن المتشددين يقاتلون من أجل كل متر باستخدام القناصة والقنابل والمفجرين الانتحاريين مما يجبر قوات الأمن على القتال من منزل إلى منزل في متاهة من الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان. وقال المكتب الإعلامي للجيش العراقي في بيان “المعركة مستمرة ووصلت إلى مرحلة المطاردة. وجهاز مكافحة الإرهاب سلم بعض الدواعش أنفسهم إليه”. وظهرت على طول الطريق الذي احتفل فيه الجنود آثار انفجارات وأنقاض مبنى مركز للتسوق سوي بالأرض. وتناثر الركام وصناديق الذخيرة في المكان ولم يظهر من المدنيين سوى مجموعة من نحو 15 شخصا من النساء والأطفال وكبار السن ،البعض منهم مصابون، لجأوا إلى محطة معطلة للوقود للاحتماء بها. وقدمت قوات الأمن ومسعفون الإسعافات الأولية لهم. وتقول منظمات الإغاثة إن حرب الشوارع التي بدأت قبل شهور تسببت في نزوح 900 ألف شخص، أي حوالي نصف سكان المدينة قبل بدء القتال، وأدت إلى مقتل الآلاف. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نهاية “دويلة الباطل الداعشية” قبل أسبوع بعد سيطرة قوات الأمن على جامع النوري الكبير الذي يعود للقرون الوسطى وإن كان ذلك تحقق بعد أن فجره المتشددون أثناء تقهقرهم. وبعد انتزاع الموصل ستقتصر الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية بالأساس على مناطق ريفية وصحراوية إلى الغرب والجنوب من المدينة حيث يعيش عشرات الآلاف من السكان. ومن المتوقع أن يصعد المتشددون هجماتهم على أهداف معينة في أنحاء العراق. وتتوقع الأمم المتحدة أن يتكلف إصلاح البنية التحتية الأساسية في الموصل أكثر من مليار دولار. وقال مسؤولون بالمنظمة الدولية إن كل المباني تقريبا لم تسلم من الدمار في بعض المناطق وإن كثرة المباني في الموصل تعني أن حجم الدمار ربما يكون أكبر. ويكشف سقوط الموصل عن صدوع عرقية وطائفية بين العرب والأكراد للسيطرة على أراض أو بين السنة والأغلبية الشيعية. وأثناء الاحتفالات رفع جنود عراقيون صورا للإمام الحسين. وتقطن الموصل أغلبية سنية تشتكي منذ وقت طويل من تعرضها للتهميش من قبل الحكومة بقيادة الشيعة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وفي تلك الأثناء قال رئيس منطقة كردستان العراق الأسبوع الماضي إن الحكومة العراقية لم تضع خطة سياسية وأمنية وإدارية لما بعد معركة الموصل.