الجزيرة برس- بيروت -رويترز – أطلق الجيش السوري يوم السبت صواريخ على منطقة في دمشق في محاولة لطرد مقاتلين من المعارضة ينقلون معركتهم إلى منطقة أقرب إلى مقر الزعيم السوري بشار الأسد.
وبينما يستمر قتال سقط فيه 60 ألف قتيل في إطار انتفاضة عمرها 21 شهرا تحولت إلى حرب أهلية زار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إيران اليوم السبت سعيا للحفاظ على تأييد الحليف الإقليمي الرئيسي للأسد.
وقالت وكالة فارس للأنباء إن المقداد سيجتمع مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومع مسؤولين إيرانيين آخرين.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية ان الرئيس الأسد سيلقي كلمة صباح يوم الأحد عن “المستجدات في سوريا والمنطقة.”. وستكون هذه أول تصريحات علنية مهمة له بشأن الانتفاضة على حكمه منذ ان قال للتلفزيون الروسي في نوفمبر تشرين الثاني انه اذا حدث تدخل اجنبي فسوف يكون كارثة على الشرق الأوسط وتعهد ألا يفر إلى المنفى أبدا.
ومنذ ذلك الحين نقل مقاتلو المعارضة المعركة قريبا من العاصمة. وقال ناشط في العاصمة السورية يدعى حسام إن القوات السورية قصفت بالصواريخ حي جوبر -وهو منطقة سنية قريبة من وسط دمشق- بعد يوم من قصف داريا وهي ضاحية تقع إلى الشرق من دمشق وتشكل جزءا من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق.
وقال حسام في اتصال من خلال خدمة سكايب للمحادثة عبر الإنترنت “بدأ القصف في الساعات الأولى من الصباح واشتد منذ الساعة الحادية عشرة صباحا وأصبح الآن شديدا بالفعل. بالأمس كانت داريا واليوم جوبر من أشد المواقع سخونة في دمشق.”
ولم تبد الدول الغربية إلى الآن أي رغبة في التدخل العسكري في سوريا على غرار التدخل الذي ساعد في الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2001 لكن حلف شمال الأطلسي يرسل قوات وبطاريات صواريخ باتريوت أرض-جو أمريكية وأوروبية إلى الحدود التركية والسورية.
وقال الجيش الامريكي إن الجنود الأمريكيين والعتاد بدأوا في الوصول إلى تركيا يوم الجمعة للانتشار. وترسل ألمانيا وهولندا أيضا بطاريات صواريخ سيستغرق نشرها بالكامل أسابيع.
وتقول تركيا وحلف الأطلسي إن الصواريخ لضمان حماية الحدود الجنوبية لتركيا من أي هجمات صاروخية سورية محتملة. وتقول سوريا وحليفتاها روسيا وإيران إن نشر بطاريات الصواريخ قد ينذر بتحرك عسكري لاحق من جانب الحلف الغربي.
وأسفرت الحرب في سوريا -وهي الأطول والأعنف في الصراعات الناجمة عن انتفاضات الربيع العربي خلال العامين الماضيين- عن سقوط أكثر من 60 ألف قتيل طبقا لأحدث حصر للقتلى للأمم المتحدة نشر في الأيام القليلة الماضية.
وفي هذه الحرب تقف معارضة مسلحة يأتي معظمها من الأغلبية السنية في مواجهة الأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية الذي تحكم عائلته سوريا منذ استولى والده حافظ الأسد على السلطة في انقلاب عسكري قبل 42 عاما.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن الصحفي سهيل العلي من قناة الدنيا التلفزيونية الحكومية توفي متأثرا بجراح أصيب بها في هجوم شنه “إرهابيون” وهو الوصف الذي تطلقه وسائل الإعلام الحكومية السورية على المعارضة المسلحة. واعتبرت سوريا البلد الأخطر بشدة على الصحفيين حيث قتل 28 صحفيا في العام الماضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المرتبط بالمعارضة والذي يراقب الحرب من بريطانيا من خلال شبكة من النشطاء على الأرض إنه وقعت معارك وقصف في المناطق القريبة من دمشق وبلدة دير الزور الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات وبالقرب من مدينة حماة بوسط سوريا.
وحققت المعارضة المسلحة تقدما كبيرا في الأشهر الستة الماضية حيث سيطرت على أراض في شمال وشرق البلاد وعلى قوس من الضواحي على الطرفين الجنوبي والشرقي لدمشق. لكن سيطرتها على تلك المناطق مقيدة بالقوات الجوية السورية.
ولا تزال القوات الموالية للأسد تسيطر على المناطق الجنوبية الغربية كثيفة السكان حول العاصمة وعلى المناطق الساحلية على البحر المتوسط وعلى الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شمال البلاد بجنوبها وعلى قواعد عسكرية في أنحاء متفرقة من البلاد تستطيع الطائرات إنطلاقا منها شن هجمات على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن المعارضة المسلحة فشلت فيما يبدو حتى الآن في السيطرة على قاعدة تفتناز الجوية في شمال البلاد بعد هجوم في الأيام القليلة الماضية لكنه أضاف أن الوضع هادئ منذ يوم الجمعة.
وأظهر شريط فيديو وضعه نشطاء على الإنترنت اليوم السبت جثث رجال بعضها مشوه. ومن المستحيل التحقق من صحة مصدر الفيديو أو التعرف على هوية الضحايا. وطرفا الصراع متهمان بارتكاب أعمال وحشية وتلقي الأمم المتحدة بقدر أكبر من اللوم على القوات الحكومية