الجزيرة برس- عدن- احتشد مئات الآلاف من مختلف محافظات الجنوبية في مهرجان حاشد شهدته محافظة عدن لأول مرة في تاريخها لإحياء الذكرى السابعة للتصالح والتسامح 13 يناير2013م في ساحة العروض مديرية خور مكسر..
ورفع المشاركون في مهرجان التصالح والتسامح صورا للرئيسين الجنوبيين البيض وعلى ناصر وقيادات الحراك الجنوبي باعوم والجفري وآخرين ليرسموا صورة للتصالح ودعوا إلى تجاوز آثار الماضي وخلافاته..
وتخلل المهرجان ـ الذي بدأت فعالياته الرسمية عصراً ـ الرقصات والأهازيج الشعبية والمشاركة الفاعلة من قبل النساء ورفعت الأعلام الجنوبية في ساحة المهرجان ومعظم مديريات المحافظة؛ حيث ألقى حسن باعوم كلمة أكد فيها على مواصلة شعب الجنوب نضاله حتى الاستقلال ثم ألقى أيضاً القيادي العميد/ناصر النوبة، كلمة أشار فيها إلى أن الحراك الجنوبي مازال متمسكاً بثوابته الوطنية والسعي إلى تحقيق إرادة شعب الجنوب في تحقيق مصيره، معلناً رفضه للحوار ورفضه للوحدة، مهنئاً الجماهير الحاشدة التي قطعت المسافات الطويلة للمشاركة في مهرجان التصالح.
وقد أصدرت قوى الثورة الشعبية السلمية الجنوبية التحررية في اختتام فعاليات المهرجان بياناً، عبرت فيه عن اعتزازها وفخرها بالموقف الشعبي ومشاركته في مهرجان التصالح والتسامح، مشيرة إلى أن حشود شعب الجنوب الأبي وبعد شهور من مليونية 30 نوفمبر 2012م يؤكد تمسكه بخياره، في مليونية أخرى، في ذكرى تصالحه وتسامحه وتضامنه، وأنه لن يتراجع ولن يساوم بحقه في الخلاص من الاحتلال الهمجي الاستيطاني واستعادة دولته الجنوبية المدنية الكاملة السيادة.
وقالت قوى الثورة ـ في بيانها ـ إن الذكرى السابعة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي قد تميزت بالإبداع الخلاق وابتكار أساليب جديدة في نضالها، مشيرة إلى أن المسيرات الراجلة صوب العاصمة عدن من مختلف المحافظات وقطع المسافات لعدة أيام وحملة الدعم الشعبي المادي والمعنوي والتكافل الإنساني في التبرعات المالية والغذائية وتشكيل اللجان لهذا الغرض تعبيراً صادق لهذه القيم النبيلة في التصالح والتسامح والتضامن والتآزر الشعبي.
وأكدت أن شعب الجنوب أبدع أسلوباً غير مسبوق في تحقيق تصالحه وتسامحه وتضامنه، مجسداً ثقافته المنتمية إلى هذه القيم الدينية والإنسانية السامية، وأضافت: “.. وإننا على يقين بأن التاريخ سينصف شعبنا بإعادة الريادة إليه في تبني أسلوب النضال السلمي المدني الحضاري، قبل ثورات الربيع العربي بسنوات.
وأكد البيان أن الشعب الذي تعرض لمأساة إنسانية غير مسبوقة في تاريخه، منذ احتلال دولته من عام 1994م، أدرك أن لا سبيل إلى التخلص من مأساته بغير استعادة لحمته الوطنية وأن بلوغ هذه الغاية لن يتأتى إلا بتجاوز ما خلفته صراعات الماضي السياسية، فاهتدى بوعي وقناعة إلى التصالح والتسامح التي يحتفي اليوم بذكرى أول محطاته التي تمت في جمعية أبناء ردفان في 13يناير 2006م،أي “التسامح والتصالح والتضامن الجنوبي”, الذي –بحسب البيان- وجدت فيه أسئلة شعب الجنوب سبل الخلاص من مأساته.
وأردف البيان: وبالمقابل اظهر الاحتلال وجهه القبيح بالقمع والتحريض المباشر وغير المباشر للحيلولة دون نجاح في تسامحه وتصالحه، ولاشك أن المضمون السياسي والوطني الذي تصدر عملية التسامح والتصالح في الوعي الشعبي الجنوبي يتمثل في أن الخلاص من المأساة الراهنة التي سيفقد شعب الجنوب فيها هويته، بل ووجوده لن يكتب لها النجاح إلا بالتحرر من الأسباب التي أخضعته لمأساته الراهنة، و التجاوز الواعي لكل ما خلفته صراعات الماضي السياسية، من تصدع في النسيج الاجتماعي وفي النفوس، لاستعادة اللحمة الوطنية الجنوبية، منوهاً ـ البيان ـ إلى أن ما وصفها بـ”وحدة المأساة” التي فرضها الاحتلال على شعب الجنوب، تستلزم – بالضرورة – وحدة الموقف الوطني الجنوبي على أساس وحدة المصير، وإدراك أن عملية التسامح والتصالح وقيمها هي عملية طويلة، تؤسس لثقافة جديدة خالية من الشمولية والإقصاء وأفاد البيان أن هذه العملية أدت الدور المنشود منها، إذ تمت بالتسامح والتصالح عملية تجسير قوية بين وحدة مأساة شعب الجنوب ووحدة إرادته واستعاد الشعب الوعي بهويته الوطنية المستقلة، التي تعرضت وما برحت لخطر الطمس، كمقدمة لمحو وجوده، ليغدو شعباً بلا أرض.
وطالبت قوى الثورة الشعبية ـ في بيانها ـ من المشاركين التحلي بالقيم العليا التي يمثلها التسامح والتصالح والتضامن، تقتضي بالضرورة جعلها ثابتاً وطنيا في الحاضر والمستقبل، وأن تجسد هذه القيم السياسية في سلوك كل مناضل جنوبي، لتتحول – بالتدريج – إلى ثقافة اجتماعية تحول دون إحياء ثقافة وقيم الشمولية السياسية والفكرية وعقلية الإقصاء والإلغاء للآخر المختلف والقبول الواعي بحق الشراكة الوطنية المتساوية في دولة المستقبل التي يضحي شعب الجنوب في سبيل استعادتها، وطناً خالياً من كل الأسباب التي قادت الشعب إلى فاجعته الإنسانية الراهنة.
وأكدت قوى الثورة في ختام بيانها على ضرورة وأهمية وحدة إرادة قوى الثورة السلمية التحررية وبما يرتقي بها إلى مصاف الشعب الموحد خلف هدفه، وذلك توحيداً قابلا ً للاستمرار وقادراً على تجسيد إرادة الشعب وتطلعاته وعلى إدارة الصراع مع المحتل، لتقريب يوم النصر وبناء الدولة المدنية الحديثة الكاملة السيادة على ترابها الوطني الحر، لتكون من أهم عوامل الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم، وترعى المصالح الوطنية والإقليمية والدولية على أساس الشراكة التي تصون أمن وتنمية ونهضة الوطن الجنوبي الحر حسبما أفاد البيان.
وعند انتهاء فعالية التصالح التسامح اتجه المشاركون في مسيرات جابت مديريات خور مكسر والمعلا معبرين عن فرحتهم لانتهاء المهرجان بسلام نتيجة الحماية الأمنية المشتركة من قبل اللجنة المنظمة والأجهزة الأمنية التي انتشرت في الجولات والتقاطعات لحماية المشاركين وتنظيم حركة السير. اخبار اليوم