التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار جزئي في سوريا في أول محاولة لترامب لإحلال السلام
السبت 14 شوال 1438ﻫ 8-7-2017م

 

الجزيرة برس – من جيف ماسون و دينيس ديومكين هامبورج (رويترز) – توصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى وقف لإطلاق النار و”اتفاق لعدم التصعيد” في جنوب غرب سوريا يوم الجمعة مع بذل الحكومة الأمريكية في ظل رئاسة دونالد ترامب أولى محاولاتها لتحقيق السلام في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ست سنوات .

ويبدأ وقف إطلاق النار ظهر الأحد بتوقيت دمشق (الساعة 0900 بتوقيت جرينتش).

 

وأُعلن عن هذا الاتفاق بعد اجتماع عُقد في مدينة هامبورج الألمانية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن المنطقة التي يشملها وقف إطلاق النار تؤثر على أمن الأردن و”جزء معقد جدا من ساحة المعارك السورية”.

وروسيا وإيران هما الداعمان الدوليان الرئيسيان للرئيس السوري بشار الأسد في حين تدعم الولايات المتحدة بعض جماعات المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل للإطاحة به.

وقال تيلرسون “أعتقد أن هذه‭ ‬هي أول إشارة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا بمقدورهما العمل معا في سوريا.. ونتيجة لذلك أجرينا مناقشة مطولة جدا فيما يتعلق بمناطق أخرى في سوريا يمكننا أن نواصل فيها العمل معا لعدم التصعيد”.

ولم تتماسك اتفاقات سابقة مماثلة لوقف إطلاق النار لفترة طويلة ولم يتضح مدى التزام الأطراف المتحاربة بشكل فعلي وهي حكومة الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة السورية الرئيسية في جنوب غرب البلاد بأحدث اتفاق.

وناضل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للتوصل لاستراتيجية لإنهاء الحرب السورية التي أدت إلى قتل نحو نصف مليون شخص وحولت مدنا إلى دمار وأجبرت الملايين على النزوح للخارج.

وأربك أيضا الوضع في سوريا ترامب الذي وعد بتحسين العلاقات مع موسكو ولكنه أثار غضب روسيا في أبريل نيسان بعد أن أصدر أوامر بشن هجمات صاروخية على قاعدة جوية سورية لمعاقبة الأسد بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية.

ويبدو أن الاتفاق بشأن سوريا حقق إنجازا دبلوماسيا لترامب في أول اجتماع له مع بوتين حيث ناقشا أيضا القضية الشائكة المتعلقة بتدخل موسكو المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 والطموحات النووية لكوريا الشمالية.

* أهداف في سوريا..

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الاتفاق يتضمن “تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية”.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن وقف إطلاق النار و “خطوة أولى” نحو ترتيب أكبر.

وقال المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر اسمه “إنها خطوة أولى نتصور (بعدها) ترتيبا أكبر وأكثر تعقيدا لوقف إطلاق النار وترتيبا لعدم التصعيد في جنوب غرب سوريا. بالتأكيد أكثر تعقيدا من (إعلانات) هدنة سعينا للتوصل إليها في الماضي”.

وأضاف المسؤول إن المزيد من المناقشات ستحدد جوانب حاسمة في الهدنة ومنها من سيتولى مراقبتها.

وقال تيلرسون إن أهداف الولايات المتحدة وروسيا في سوريا “متطابقة تماما”.

لكن واشنطن وموسكو على خلاف منذ وقت طويل بشأن سوريا.

وكثيرا ما دعت الولايات المتحدة إلى إبعاد الأسد الذي تلقي عليه بالمسؤولية في إطلاق النار على محتجين في بداية الصراع ومؤخرا في شن هجمات بأسلحة كيماوية على مدنيين.

وتساند روسيا وإيران بقوة الرئيس السوري الذي يعطي البلدين تواجدا إستراتيجيا على البحر المتوسط.

وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار قال تيلرسون إن الولايات المتحدة ما زالت “لا ترى أي دور في الأجل الطويل لعائلة الأسد أو نظام الأسد. وقد أوضحنا هذا للجميع. بالتأكيد نحن أوضحناه في مناقشاتنا مع روسيا”.

وقال فصيل من المعارضة السورية المسلحة شارك في محادثات السلام الأخيرة التي عقدت في قازاخستان الشهر الماضي في بيان إنه لديه قلقا كبيرا بشأن “الاجتماعات السرية بين روسيا والأردن وأمريكا لإبرام اتفاق منفرد لجنوب سوريا بمعزل عن الشمال” والذي وصفه بأنه حدث غير مسبوق “يقسم سوريا والمعارضة”.

ولم يصدر رد فعل حتى الآن من الحكومة السورية والجبهة الجنوبية، التجمع الرئيسي لجماعات المعارضة المسلحة التي يساندها الغرب في جنوب غرب سوريا، على اتفاق وقف إطلاق النار.

ولم يتضح حتى الآن على وجه التحديد ما هي المناطق في جنوب غرب سوريا التي سيشملها وقف إطلاق النار المرتقب.

لكن محادثات جرت في وقت سابق بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن “منطقة عدم التصعيد” شملت محافظة درعا على الحدود مع الأردن ومحافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنه في حين يرحب بأي وقف لإطلاق النار في سوريا فإنه يريد أن يرى نتائج على الأرض.

وأضاف قائلا في واشنطن “التاريخ الحديث للحرب السورية به الكثير من إعلانات الهدنة وسيكون من الجيد…وجود وقف إطلاق النار في يوم ما”.

وتابع قائلا “لم تكن أي منها وقف لإطلاق النار وقد انتهكت باستمرار، انتهكها النظام وفي الحقيقة انتهكها النشاط الروسي ذاته. لذلك…نرحب بأي وقف لإطلاق النار لكن دعونا نرى. دعونا نرى النتائج على الأرض”.