الجزيرة برس -عدن (رويترز) – قالت مصادر عسكرية وسكان يوم الخميس إن قوات يمنية مدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية سيطرت على الطريق الرئيسي بين مدينة الحديدة الساحلية والعاصمة صنعاء، مما يقطع طريق إمدادات رئيسيا لحركة الحوثي التي تسيطر على المدينتين.صورة لسفينة بميناء الحديدة باليمن يوم الخامس من أغسطس آب 2018. تصوير: عبد الجبار زياد – رويترز
واستأنف التحالف العسكري المدعوم من الغرب هجومه على المدينة المطلة على البحر الأحمر بعد أن انهارت يوم السبت محادثات سلام كانت الأمم المتحدة تأمل أن تنجح في تلافي شن هجوم على المدينة المطلة على البحر الأحمر وفي بدء عملية لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز جراندي في بيان يوم الخميس ”الوضع تدهور بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية. الأسر مرعوبة تماما من القصف والضربات الجوية“.
وتضم الحديدة الميناء الرئيسي بالبلاد وتمثل شريان حياة لملايين اليمنيين.
وقال التحالف، الذي يضم دولا سنية وتقوده السعودية والإمارات، مرارا إن السيطرة على الحديدة ستمكنه من إجبار حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على الجلوس إلى مائدة المفاوضات من خلال قطع خط الإمدادات الرئيسي عنها.
وقال مصدر عسكري موال للتحالف لرويترز إنه تم ”إغلاق المدخل الرئيسي لمدينة الحديدة باتجاه صنعاء بعد سيطرة القوات المدعومة من الإمارات على الطريق“.
وقال سكان إن ضربات جوية لطائرات التحالف الحربية ألحقت أضرارا بالبوابة الشرقية الرئيسية وإن القتال ما زال مستمرا في شوارع متفرعة من الطريق الرئيسي.
وهناك طريق إمدادات آخر أكثر التفافا بين الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن والعاصمة في الشمال.
وتخشى الأمم المتحدة من أن يؤدي الهجوم على الحديدة، التي تعد نقطة دخول القسم الأكبر من الواردات التجارية والمساعدات لليمن، إلى مجاعة في بلد يواجه فيه 8.4 مليون شخص خطر الجوع الشديد.
وقالت جراندي إن الناس في الحديدة يكافحون للبقاء على قيد الحياة.
وقالت ”أكثر من 25 في المئة من الأطفال يعانون من سوء التغذية. 900 ألف شخص في المحافظة بحاجة ماسة للغذاء و90 ألف امرأة حامل معرضة لخطر شديد“.
يتهم التحالف الحوثيين بتهريب السلاح وفرض إجراءات صارمة على الواردات عبر ميناء الحديدة.
وأي تعطيل للإمدادات من الميناء سيؤثر على شريحة أوسع من سكان البلد البالغ عددهم 28 مليون نسمة، من بينهم أكثر من 11 مليون طفل يواجهون خطر نقص الغذاء والأمراض والتشرد.
وقالت ميرتسيل ريلانو مندوبة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن ما يقدر بنحو 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية.
وقالت لرويترز ”الصراع حوّل اليمن إلى جحيم مقيم لأطفاله“.
وفي مستشفى بصنعاء، أقيم جناح لاستقبال حالات سوء التغذية وعلاج الأطفال الذين تقل أعمار كثير منهم عن عامين.
وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في الحرب اليمنية، التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا للحكم.
وشن التحالف هجوما على الحديدة في يونيو حزيران سعيا لإخضاع الحوثيين، لكنه أوقفه دون تحقيق أي مكاسب تقريبا ليمنح فرصة لمحادثات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة.
ومن شأن تجدد القتال أن يضع ضغوطا على مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث الذي تعهد بمواصلة المساعي الدبلوماسية بعد فشل محاولة لإجراء محادثات سلام في جنيف يوم السبت بسبب عدم حضور وفد الحوثيين.
واتهم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي التحالف بعرقلة سفر وفد الحركة إلى محادثات السلام. واتهم خالد اليماني وزير الخارجية في حكومة هادي الحوثيين بمحاولة إفشال المفاوضات.
وذكر التلفزيون الرسمي السعودي يوم الخميس دون الخوض في تفاصيل أن امرأة سعودية أصيبت بسبب قصف مدفعي في منطقة نجران قرب الحدود اليمنية.
وقال تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين في وقت سابق إن الحركة قصفت منطقة جحفان الحدودية.