الالتزامات الانسانية لطرفي الصراع في اليمن :عبد الرحمن علي الزبيب
الأربعاء 17 رجب 1436ﻫ 6-5-2015م

 

بالرغم من مرارة الحرب لما ينتج عنها من ضحايا وتدمير والذي يستوجب على المجتمع الدولي والمحلي تلافي وقوع الحروب قبل وقوعها وايجاد متنفس سياسي لتحقيق الاطراف السياسية اهدافها بطريقة سلمية بعيدا عن الحروب والتدمير .

الا انه وللاسف الشديد في وطننا الحبيب اليمن السعيد انفجرت الحرب في جميع محافظات ومناطق وطني الحبيب اليمن .

وبالرغم من وقوع الفأس في الرأس وانفجار الحرب في اليمن  وبعيدا عن التفسيرات السياسية لطرفي الصراع والسبب في تفجير الحرب

الاانه بالامكان الحد من الاضرار في الجانب الانساني .

وذلك بالتأكيد على طرفي  الصراع باليمن على  الالتزام  بالمباديء والأسس الانسانية وعدم اختراقها وتجاوزها.

لأن الحرب تشتعل لتحقيق اهداف سياسية يرغب طرفي الحرب تحقيقها ولايمكن ان تكون الجوانب الانسانية هي هدف يسعى لتدميرها الطرفين .

والذي اوضح طرفي الصراع في اليمن عدم استهدافهم الجوانب الانسانية وانهم فقط يستهدفوا الجوانب العسكرية والمنشئات العسكرية ومخازن الاسلحة فقط .

وهذه تعتبر نقطه هامة وخطوة متقدمة لتحويل تلك البلاغات الصحفية الى التزامات مكتوبة يتم التوقيع عليها برعاية منظمة دولية محايده ممثلة في الصليب الاحمر الدولي .

والذي تعتبر منظمة الصليب الاحمر منظمة دولية محايدة فمنذ نشأتها عام 1863، كان هدف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوحيد هو حماية ضحايا النزاعات المسلحة والاضطرابات ومساعدتهم . وذلك عن طريق عملها المباشر عبر أنحاء العالم، وكذلك من خلال تشجيع تطوير القانون الدولي الإنساني وتعزيز احترامه من قبل الحكومات وجميع حاملي السلاح. وتعكس قصة اللجنة الدولية تطور العمل الإنساني واتفاقيات جنيف وحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

للاطلاع اكثر يتم الرجوع الى موقع المنظمة التالي  https://www.icrc.org/ar

والذي جاء تأسيس منظمة الصليب الاحمر الدولية كنتيجة حتمية للحروب العالمية والتي كان اخرها الحرب العالمية الاولى والثانية والذي  كانت نتائجها كارثية على الجانب الانساني مما استوجب على المجتمع الدولي تعزيز دور المنظمة للقيام باعمالها الانسانية بحياد تام وتحصين العاملين فيها من الاعتداءات والمضايقات لتقوم باعمالها في حماية حياة الانسان دون تمييز فقط الانسان اينما وجد .

والذي جاء ذلك بشكل واضح في نصوص القانون الدولي الانساني ( قانون الحرب ) والمتمثله في اتفاقيات جنيف الاربع والبرتوكولين الملحقين بهما كالتالي:

اتفاقية جنيف الأولى:

لتحسين حال الجرحى والمرضى من القوات المسلحة في الميدان،سارية الفعل منذ توقيعها في12 أغسطس 1949

اتفاقية جنيف الثانية  تم توقيعها في 12 أغسطس 1949 لتحسين حال جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة في البحار

اتفاقية جنيف الثالثه : و تعنى بأسرى الحرب وتم توقيعها في15أغسطس 1949 وتعنى بشأن معاملة أسرى الحرب  .

اتفاقية جنيف الرابعة : تم توقيعها في 12 أغسطس 1949 وتعنى بالمدنيين وحمايتهم في حال الحرب.

والبروتوكولات الملحقه بها وهي :

 البروتوكول الأول: للحروب بين الدول

البروتوكول الثاني: للحروب داخل دولة واحدة

وبالرغم من مرور اكثر من سبعين عام من نفاذ تلك الاتفاقيات الاانه وللاسف الشديد ففي وطني الحبيب  اليمن السعيد في عامنا هذا 2015م

لم يلتزم طرفي الصراع بهما قولاً باصدار التزام واضح بها والتوقيع عليها وفعلاً بالالتزام بها في ارض الواقع .

ومازلت اتسائل عن سبب خفوت الصوت الانساني في وطني الحبيب  رغم الضحايا والذي كان  بالامكان الحد منها اذا وجدت الارادة الدولية والمحلية لتقييد طرفي الحرب من استهداف المدنيين والمنشئات المدنية والحد من تفاقم الكارثة الانسانية وذلك  عبر ايجاد الية محايدة ممثلة في منظمة الصليب الاحمر الدولي  للحد من الضحايا ويكون ذلك عبر اليتين:

اولاً: بالتزام طرفي الصراع بالاتي :

1-         عدم استهداف المنشئات المدنية  من منازل ومستشفيات ومدارس  ومصانع ومزارع ودور العبادة والفنادق ومحطات الكهرباء والماء ومستودعات تخزين المواد الغذائية والسجون  والاحتياجات الاساسية وجميع المنشئات المدنية

2-         عدم استخدام المنشئات المدنية للمجهود الحربي واخراجها عن نطاق الصراع

3-         عدم  استهداف المدنيين

4-         عدم استخدام طرفي الصراع المدنيين كدروع بشرية

5-         توفير الرعاية الصحية للمرضى والجرحى

6-         تسهيل وصول الاغاثة للمدنيين من مواد غذائية وكهرباء واتصالات وعلاج ومشتقات نفطية وغاز وغيرها من الاساسيات  وعدم استهدافها

7-         عدم استخدام اي طرف للاغاثة لمصلحته الشخصية او استخدامها في المجهود الحربي لكي لاتكون هدف للطرف الاخر

8-         انشاء ممرات امنه لاخراج المدنيين من ميدان الحرب

ثانيا: ايجاد الية رقابة دولية :

عبر منظمة الصليب الاحمر الدولية ومنظمات الاغاثة المحلية والدولية بشرط الحياد وتقوم تلك الالية برصد انتهاكات كل طرف للالتزاماتهم  وتنبية كل طرف بانتهاكاته لوقفها والحد منها والقيام باعمال الاغاثة بسهولة ودون اعاقة .

وفي الأخير :

أناشد الاطراف الثلاثة ممثلة في طرفي الصراع في اليمن بالالتزام بنصوص وقواعد القانون الدولي الانساني  والطرف الثالث منظمة الصليب الاحمر الدولي الى القيام باعمالها الانسانية بشكل واسع وبسرعة وحياد وسرعة الدخول في مرحلة الاغاثة الكاملة

*عضو الهيئة الاستشارية لـ وزارة حقوق الإنسان +

مسئول شئون النيابة العامة بنقابة موظفي القضاء

Law771553482@yahoo.com