الجزيرة برس -كوالالمبور (رويترز) – فاز الائتلاف الحاكم في ماليزيا في الانتخابات البرلمانية التي اجريت يوم الأحد ليمدد بذلك حكمه المستمر منذ 56 عاما ويضع حدا لتحدي تحالف المعارضة الذي تعهد بتطهير الحياة السياسية وانهاء السياسات التي تعتمد على الانتماء العرقي.
ومع استمرار فرز الأصوات حتى ساعة متأخرة من الليل اثبتت المعارضة المتشرذمة على انها غير قادرة على ازاحة واحد من أكثر الائتلافات استمرارا في السلطة في العالم وتحقيق ما كان سيصبح أكبر مفاجأة انتخابية في تاريخ ماليزيا.
وحصلت الجبهة الوطنية الحاكمة على 112 مقعدا مما يمنحها أغلبية بسيطة في البرلمان الوطني الذي يضم 222 مقعدا. وحصل تحالف المعارضة على 60 مقعدا.
ومع تأكيد نتائج اكثر من ثلثي المقاعد فإنه ما زال يتعين الانتظار لمعرفة ما اذا كان رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق سيحصل على تفويض قوي بما يكفي لمواصلة اصلاحاته التدريجية الهادفة إلى تعزيز الاستثمار وتخفيف القوانين السلطوية.
ويتعرض نجيب لضغوط لتحسين اسوأ نتيجة للائتلاف الحاكم والتي تحققت في انتخابات 2008 عندما حصل على 140 مقعدا وخسر اغلبية الثلثين التي اعتاد على التمتع بها في البرلمان. وعدم تحقيق ذلك قد يضعف قيادته ويثير مخاوف المستثمرين ويزيد من حالة عدم اليقين بشأن السياسة في دولة متعددة الاعراق يبلغ تعدادها 28 مليون شخص.
وقال نجيب في مؤتمر صحفي “آمل ان تقبل المعارضة النتيجة بقلب مفتوح وتتيح للعملية الديمقراطية الاستمرار.”
واحتفظت المعارضة بولاية بينانج ذات الاهمية الاقتصادية في الوقت الذي سعى فيه زعيمها انور ابراهيم للاستفادة من المكاسب المذهلة التي حققتها المعارضة في 2008 عندما سيطرت على اربع من حكومات الولايات وحرمت الجبهة الوطنية الحاكمة من أغلبية الثلثين في البرلمان.
وزعمت المعارضة ايضا انها احتفظت بولاية سيلانجور الصناعية الحيوية التي تعهد نجيب بالفوز فيها رغم عدم تأكيد مسؤولي الانتخابات ذلك.
وكان فوز الائتلاف الحاكم متوقعا إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت ان المعركة الانتخابية متقاربة مع سعي نجيب للاستفادة من نمو اقتصادي قوي وعدد كبير من المنح الاجتماعية.
ويلوح في الافق بشكل كبير حدوث نزاع على نتيجة الانتخابات وسط ادعاءات المعارضة بحدوث عمليات تزوير على نطاق واسع. وقبل فرز معظم الاصوات أعلن أنور ابراهيم الفوز في بيان مفاجيء بدا وكأنه اسلوب تكتيكي لكسب التأييد.
وكتب أنور إبراهيم على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت “فاز تحالف الشعب” وحث الحزب الحاكم واللجنة الانتخابية على “عدم محاولة خطف النتيجة”.
وقال مسؤولون انتخابيون إن الاقبال على التصويت بلغ نسبة قياسية وصلت 80 بالمئة.
واشتدت حدة المنافسة في الايام الاخيرة مع اتهام أنور للائتلاف الحاكم بإرسال ما يصل إل 40 الف ناخب “مشكوك في أمرهم” ومنهم اجانب بطائرات للادلاء بأصواتهم في اللجان شديدة التنافس في انحاء البلاد. وتقول الحكومة انها كانت تساعد فحسب الناخبين على الوصول إلى بلداتهم.