وفي الاحتفال الذي نظمه مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة مساء اليوم في الجامع الكبير بصنعاء تحدث أصحاب الفضيلة العلماء عن دلالات ذكرى الإسراء والمعراج والدروس المستفادة منها في حياة الأمة في الصبر والتضحية والفداء والتوكل على الله والالتجاء إليه في كل وقت وحين بالإضافة إلى دروس حب الأمة وتعلقها بالمسجد الأٌقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهبط الأنبياء .
واستعرض العلماء أوضاع الأمة وما آلت إليه من نزاعات وصراعات وقتل وقتال بين أبناء المسلمين نتيجة الأهواء ونزغات الشيطان الذي استهوى عقولهم وسلب أفئدتهم، وضرورة الرجوع إلى حضيرة الإسلام وكتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
وأشار أصحاب الفضيلة العلماء إلى أن رحلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كانت بمثابة التسلية والترفيه لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بعد ما واجه الأذى من كفار قريش .. مذكرين بحال الأمة الإسلامية وما أصابها من ضعف وهوان وتمزق وتمكن الأعداء من زرع البغضاء والشحناء والكراهية بين أبنائها ما يستدعي الوقوف إزائها واستلهام الدروس والعبر في حياة الأمة للتمسك بالقيم الدينية والأخلاق الفاضلة التي حض عليها الدين الإسلامي الحنيف في الاعتصام بحبله وتعزيز دعائم الوحدة والمحبة والمودة ونبذ العصبية والمذهبية والحزبية وكافة أشكال الدعوات الباطلة .
ودعا أصحاب الفضيلة العلماء أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة واتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة وهدي القرآن الكريم والاحتكام إليهما قولا وعملا كما قال سبحانه وتعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا”.
وأكد العلماء على حرمة الشقاق والاختلاف بين أبناء الأمة، ووجوب الاعتصام بحبل الله، والتمسك بالدين الإسلامي، والتحلي بسماحته واعتداله، وتجسيد معاني وقيم الوسطية في حياتهم .. مؤكدين حاجة الأمة إلى تكريس ثقافة الأخوة والمودة وترسيخها لدى الأجيال ونبذ الأحقاد والضغائن والكراهية و التشدد والتطرف، الذي ينتهجه البعض هنا وهناك.
وأوضح العلماء أن هذه المناسبة تأتي هذا العام والأمة الإسلامية تعيش وضع مؤسف من خلال ما يجري من نزاع وخصام في أكثر من بلاد ما يستدعي من الجميع حكاما ومحكومين مواجهة هذه التحديات بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وتحكيم العقل والمنطق وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الضيقة .
ولفت أصحاب الفضيلة العلماء إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات متكررة من قبل الكيان الصهيوني .. مطالبين في نفس الوقت بضرورة إنقاذ المسجد الأقصى وإحياءه في قلوب وذاكرة الأجيال باعتباره أحد المساجد التي تشد الرحال إليها قال عليه الصلاة والسلام ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الأقصى والمسجد الحرام ومسجدي هذا”.
وابتهل العلماء إلى الله عز وجل أن يصرف الفتن عن الأمة الإسلامية وأن يحفظ اليمن وأهله من كل المحن والمصائب والفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والدين إنه ولي ذلك والقادر عليه “.
حضر الفعالية مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة قائد محمد قائد ومدير الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد جبري إبراهيم حسن .
سبأ