الجزيرة برس-من محمد مخشف -عدن (رويترز) – فرض مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء حظر أسلحة استهدف جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران والتي تسيطر الآن على معظم اليمن فيما استعر القتال في جنوب البلاد.
كما طالب مجلس الأمن الحوثيين بوقف القتال والانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ميدانيا قالت فصائل مسلحة في جنوب اليمن إنها صدت الحوثيين على عدد من الجبهات بما فيها أحياء في عدن آخر معقل لأنصار الرئيس المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي.
ومن ناحية أخرى أفادت وسائل إعلام رسمية أن إيران استعدت لتقديم خطة سلام من أربع نقاط بشأن اليمن للأمم المتحدة يوم الأربعاء.
ويتضمن اقتراح إيران دعوة لإنهاء الضربات الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين ومن المرجح أن يثير غضب الرياض التي تتهم إيران بالتدخل في شؤون اليمن.
وفي نيويورك فرض مجلس الأمن الدولي تجميدا دوليا للأرصدة وحظرا للسفر على أحمد صالح القائد السابق للحرس الجمهوري اليمني وعلى عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين.
وسبق أن أدرج مجلس الأمن الدولي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والد أحمد واثنين آخرين من قادة الحوثيين وهم عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على القائمة السوداء في نوفمبر تشرين الثاني.
كما عبر مجلس الأمن عن قلقه مما وصفه بتحركات لزعزعة الاستقرار من الرئيس السابق تشمل دعم الحوثيين.
وينظر إلى علي عبد الله صالح الذي أجبر على التنحي في 2012 على نطاق واسع على أنه يساند الحوثيين من وراء الكواليس.
وفرض القرار حظر سلاح على الرجال الخمسة ومن يعمل بالنيابة عنهم أو بتوجيه منهم في اليمن مما يعني الحوثيين والجنود الموالين لصالح الذين يقاتلون إلى جانب الحوثيين.
ووافق المجلس على الحظر بتأييد 14 عضوا بينما امتنعت روسيا عن التصويت نظرا لأن بعضا من مقترحاتها للقرار الذي صاغه الأردن عضو المجلس وبعض دول الخليج العربية لم تكن ضمن نص القرار.
وقال مندوب روسيا بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين للمجلس بعد التصويت “رفض رعاة (القرار) إدراج الشروط التي أصرت روسيا عليها والموجهة لكافة أطراف الصراع لوقف إطلاق النار سريعا وبدء محادثات سلام.”
*خطة إيران
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مدريد في وقت سابق يوم الثلاثاء إن مبادرة طهران للسلام تتضمن وقفا لإطلاق النار ومساعدات إنسانية وحوارا بين الفصائل اليمنية وحكومة لا تقصي أحدا.
وقال خلال مؤتمر صحفي “هذه القضية ينبغي أن يحلها اليمنيون. إيران والسعودية بحاجة للحديث لكننا لا نستطيع الحديث لتحديد مستقبل اليمن.”
وتقصف دول عربية الحوثيين منذ ثلاثة أسابيع دعما لفصائل تقاوم تقدم الجماعة ووحدات الجيش الموالية لصالح.
وسيطر الحوثيون الذين ينحدرون من الشمال على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول الماضي ووضعوا هادي رهن الإقامة الجبرية. وفر هادي إلى عدن في فبراير شباط ثم إلى الرياض الشهر الماضي مع اقتراب الحوثيين من المدينة.
وينظر إلى الصراع في اليمن بشكل كبير على انه حرب طائفية بالوكالة بين السعودية السنية وإيران الشيعية.
وتتهم السعودية وقوى أخرى إيران بتسليح الحوثيين والتدخل في شؤون اليمن. وتنفي إيران تقديم الدعم العسكري للحوثيين.
وتقول الرياض إنها تحمي هادي وحكومته من الحوثيين لكن السعودية تشعر بالقلق أيضا إزاء الاضطرابات التي طال أمدها في جارتها الجنوبية.
ويشكل أيضا تنظيم القاعدة الذي نفذ تفجيرات انتحارية ضد الحوثيين تهديدا لاستقرار اليمن. وأرسلت الولايات المتحدة مساعدات وأفرادا إلى البلاد في السنوات الأخيرة في إطار حربها ضد المتشددين الإسلاميين لكن فرقها العسكرية أجليت الشهر الماضي.
وقد يهدد القتال أيضا ممرات الشحن البحري القريبة ومضيق باب المندب الذي يمر عبره حوالي اربعة ملايين برميل نفط يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
* حرب شوارع
وفي مدينة عدن الساحلية التي شهدت لقرابة ثلاثة أسابيع معارك عنيفة في الشوارع انسحب المسلحون الحوثيون من حي خور مكسر الذي يضم مطارا دوليا وعددا من البعثات الأجنبية.
ويحرم الانسحاب الحوثيين من جسر يوصل إلى أحياء وسط المدينة حيث يواجهون مقاومة شديدة من المقاتلين المحليين.
وقالت مصادر من فصائل الجنوب إن مقاتليها بسطوا سيطرتهم على قاعدة عسكرية موالية للحوثيين بعد قتال شرس يوم الاثنين قرب منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال في محافظة شبوة المطلة على بحر العرب في جنوب اليمن.
وقالت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تدير المنشأة يوم الثلاثاء إنها اعلنت حالة القوة القاهرة في مرفأ التصدير ومحطة الانتاج بسبب تدهور الوضع الأمني.
وأضافت الشركة في بيان على موقعها الإلكتروني “نظرا لتزايد التدهور الأمني حول منطقة بلحاف… قررت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال إيقاف جميع عمليات إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال والبدء في إجلاء موظفي الموقع.”
ولم تصب المنشأة بضرر وتم تأمين المناطق المحيطة بها.
وقال مسؤول محلي لرويترز إن 15 جنديا كانوا قد هربوا من القاعدة العسكرية قرب بلحاف أسروا وقتلوا طعنا خارج مدينة عتق. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم
الصورة تصوير الجزيرة برس من موقع العربية نت