الجزيرة برس- من توم مايلز وليلى بسام-جنيف (رويترز) – استؤنفت محادثات السلام السورية في جنيف يوم الخميس بعد توقف استمر عشرة أشهر تصاعدت خلالها المعارك في حلب وسط أمل يحدو وسيط الأمم المتحدة لجلب الأطراف المتصارعة إلى اجتماع نادر وجها لوجه.
وتهدف مفاوضات جنيف في جولتها الرابعة إلى إنهاء ما يقرب من ست سنوات من الحرب عبر الاتفاق على مستقبل الحكم في سوريا حيث موقف الرئيس بشار الأسد الآن أقوى من العام الماضي بعد السيطرة على حلب بدعم من الجيش الروسي.
وقال أليكسي بورودافكين سفير روسيا لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة إن مطالب مقاتلي المعارضة المسلحة والدول الغربية والعربية الداعمة لهم بأن ينتحى الأسد “سخيفة”.
وأبلغ الصحفيين عقب لقائه مبعوث الأسد إلى محادثات جنيف “وفد الحكومة (السورية) وصل إلى جنيف ومعه تعليمات بناءة للوصول إلى تقدم في هذه المحادثات.”
وقال “جدول أعمال هذه المحادثات ليس جاهزا بعد على حد علمي” مضيفا أنه يأمل بتحقيق تقدم في تشكيل حكومة وحدة وطنية وصياغة دستور ووضع جدول زمني للانتخابات وفقا لما جاء في قرار لمجلس الأمن الدولي.
ومنذ العام الماضي تركز محادثات جنيف على المسائل السياسية الجوهرية بعد مبادرة من روسيا وتركيا وإيران سحبت القضايا العسكرية الشائكة إلى خارج جدول أعمال محادثات جنيف ونقلتها إلى عملية منفصلة في آستانة عاصمة قازاخستان.
وقال دبلوماسي غربي “جنيف هي مكان القضايا السياسية. آستانة مناسبة تماما كمكان لتعزيز وقف إطلاق النار.”
وأدت محادثات آستانة إلى وقف هش لإطلاق النار يستثني الجماعات المتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية. واستمر القتال في أجزاء مختلفة من سوريا يوم الخميس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن طائرات حربية سورية نفذت ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظتي درعا وحماة في حين أطلق مقاتلو المعارضة صواريخ على أهداف حكومية يوم الخميس. لكن المرصد أشار إلى أن مستوى العنف بشكل عام في غرب سوريا أقل من الأيام السابقة.
وسيطرت قوات المعارضة المدعومة من تركيا على وسط مدينة الباب من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما يمثل على الأرجح تقدما كبيرا في مسعى أنقرة للقضاء على وجود الجماعة المتشددة في شمال سوريا.
وشرعت تركيا في عمليتها في سوريا والتي تعرف باسم “عملية درع الفرات” في أغسطس آب لإبعاد التنظيم عن حدودها ووقف تقدم فصيل كردي مسلح.
وتجرى محادثات جنيف بعد حوالي شهرين من هدنة هشة بين الحكومة ومقاتلي المعارضة. ويتبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
وقال دبلوماسي غربي إن المعارضة تدرك أن الغوطة الشرقية -وهي منطقة محاصرة على مشارف دمشق- معرضة لهجوم من قوات الحكومة السورية لكن المفاوضين لن يذعنوا للضغط للعسكري وينسحبوا من المفاوضات كما حدث في جولات سابقة.
ويعتزم وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أن يستقبل الوفود في وقت لاحق يوم الخميس وهو ما يثير احتمال أنه ربما يجمع الأطراف المتحاربة في قاعة واحدة.
وقال الدبلوماسي الغربي “الخطة هي أن يكون هناك نوع من حفل افتتاح يرحب فيه بالأطراف.”
وفي الجولة السابقة من المحادثات التي انتهت في أبريل نيسان لم يجتمع المفاوضون وجها لوجه وبدلا من ذلك التقى دي ميستورا بالوفود كل على حدة