وكانت مصادر دبلوماسية روسية قد كشفت أن موسكو بعد مفاوضات أجرتها مع واشنطن والرياض، أعلنت عن مبادرة تشكيل التحالف الدولي الإقليمي، يضم نظام الأسد ودول المنطقة لمواجهة مخاطر تنظيم داعش وتنامي الإرهاب في الشرق الأوسط.
وأضافت أن هذه المبادرة التي تحظى بدعم سعودي – أميركي، أعلن نظام الأسد تأييده لها، ما يستوجب وضع آليات لتنفيذها في أرض الواقع، ويجعل للقاء كيري – لافروف – الجبير أهمية خاصة، باعتبار أنه قد ينتقل بهذه المبادرة إلى مرحلة التنفيذ.
مشاورات حول بقاء الأسد
وأكدت هذه المصادر أن المشاورات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، تركزت حول ضرورة القبول ببقاء الأسد على رأس نظامه خلال المرحلة الانتقالية، باعتبار أن سقوط الأسد سيفتح الباب أمام سيطرة الجماعات المتشددة.
وفي هذا السياق، لم يستبعد المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط، ونائب وزير الخارجية ميخائيل بغدانوف، أن تكون الجولة القادمة من مشاورات موسكو بشأن التسوية السورية قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي قبل نهاية سبتمبر.
ورجح مشاركة الولايات المتحدة والمبعوث الدولي إلى سوريا دي ميستورا في هذه المشاورات.
واعتبر العديد من الخبراء والمختصين الروس في شؤون الشرق الأوسط، أن محادثات كيري – لافروف – الجبير ستكون مفصلية، ويمكن أن تؤدي لإطلاق تسوية سلمية للأزمة السورية تضمن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة القادمة، بهدف مواجهة مخاطر داعش التي باتت تهدد أمن روسيا القومي.
إنشاء حلف خليجي
ولم يستبعد هذا الفريق أن تطرح موسكو مبادرتها المتعلقة بإنشاء حلف خليجي لضمان أمن الخليج تشارك فيه دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، بهدف تهدئة التوتر بين إيران والسعودية، وإيجاد محاور تعاون تضمن مصالح كافة الأطراف، وتنهي حالة الصراع الجارية، تمهيدا لتوحيد الجهود الإقليمية لتصفية تنظيم داعش.
ويؤكد الخبراء الروس أن تحركات موسكو تأتي نتيجة سيطرة القلق على القيادة السياسية من عودة نشاط الجماعات المتشددة في شمال القوقاز وبقية الأقاليم الروسية، وبعد أن وصلت أعداد المنضمين إلى داعش – بحسب بيانات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي- إلى نحو 2000 مواطن روسي غادروا روسيا إلى سوريا والعراق ليصبحوا جندوا في ميليشيات تنظيم داعش.
وقد كشف الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، أن داعش أرسل خبراء لتدريب مقاتلي الجماعات المعارضة المتشددة، ويتم إرسال أموال ضخمة لتمويل الجماعات المسلحة في الشيشان.
واعتبر قديروف أن مخاطر داعش لا تطال الحدود الجنوبية لروسيا، وإنما تمس بشكل مباشر أمن الأقاليم الروسية، خاصة التي تقع في عمق البلاد.