إيطاليا تقاوم مساعي الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على روسيا بسبب قصف حلب
الجمعة 20 محرم 1438ﻫ 21-10-2016م

 

الجزيرة برس-بروكسل (رويترز) – ندد زعماء الاتحاد الأوروبي بروسيا يوم الجمعة لقصفها مدنيين في مدينة حلب السورية المحاصرة لكنهم واجهوا ممانعة من إيطاليا لفرض عقوبات على موسكو بسبب أفعالها الوحشية.

وتريد بريطانيا وفرنسا وألمانيا -التي روعتهم الضربات الجوية الروسية على مستشفيات وقافلة إغاثة مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين بينهم أطفال- ممارسة أقصى ضغط ممكن على موسكو لوقف هجومها على المعارضة في شرق حلب.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الذي ترتبط بلاده بعلاقات تجارية واسعة مع روسيا إن العقوبات الاقتصادية يجب ألا تكون جزاء من تلك الإستراتيجية لأنه لن تجبر موسكو على التفاوض للتوصل إلى تسوية سلمية.

وقال رينتسي للصحفيين بعد عشاء في ساعة متأخر في بروكسل حيث ناقش الاتحاد الإستراتيجية “يجب أن نفعل كل ما هو ممكن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا لكن من الصعب التصور بأن ذلك يجب أن يكون مرتبطا بمزيد من العقوبات على روسيا.”

ويعول الاتحاد الأوروبي الذي لا يقوم بأي دور عسكري في الحرب السورية على موقفه الحيادي لمساعدة الأمم المتحدة في إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام ويحرص على أن ينظر إليه على أنه يقوم بدور نشط.

وسعت فرنسا لعزل روسيا دبلوماسيا أولا من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك بمحاولة فاشلة لفرض وقف لإطلاق النار ثم بإدانة رسمية من قبل وزراء خارجية الاتحاد للضربات الجوية التي نفذتها روسيا في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة.

وواصل الزعماء الأوروبيون استخدام لغة قوية في البيان الصادر عن قمتهم في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة. لكن النسخة النهائية لم تتضمن عبارة اطلعت عليها رويترز في مسودات سابقة تهدد بفرض عقوبات على أفراد وشركات روسية لها صلة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وأدى تدخل روسيا في الصراع السوري قبل عام إلى تحويل دفة الحرب لصالح الأسد. وقال دبلوماسيون إن موسكو تهدف الآن إلى استعادة حلب أكبر المدن السورية قبل الحرب بأي ثمن على ما يبدو.

وعقد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند محادثات في برلين حتى ساعة متأخر من ليل الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وأصر أولوند على أن العقوبات ليست مستبعدة تماما.

وقال عن حلب “كل الخيارات متاحة طالما لم يتم احترام الهدنة وطالما هناك رغبة لسحق المدينة.” ويعيش في حلب نحو 275 ألف شخص تحت الحصار ولقي فيها مئات الأشخاص حتفهم منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه موسكو وواشنطن.

وأبلغت روسيا الأمم المتحدة بأنها ستتوقف عن قصف شرق حلب لمدة 11 ساعة يوميا لمدة أربعة أيام وهو إعلان قال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنه يتزامن مع قمة الاتحاد في بروكسل وجاء في وقت تزايدت فيه قوة الزخم لفرض المزيد من العقوبات على الكرملين.

واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على أن روسيا تحاول إضعاف الاتحاد وأوضحوا أنهم بحاجة للحفاظ على المسار والبقاء متحدين في السياسات المتعلقة بموسكو.

وقال دونالد توسك رئيس قمة الاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحفي “شدد الزعماء على كل أنواع الأعمال العدائية الروسية من انتهاكات للمجال الجوي إلى الحملات الإعلامية والهجمات الإلكترونية والتدخل في العمليات السياسية في الاتحاد الأوروبي وخارجه.”

وأضاف “بالنظر إلى هذه الأمثلة فإن من الواضح أن إستراتيجية روسيا هي إضعاف الإتحاد الأوروبي.”

وقال “إثارة التويرات مع روسيا ليس هدفنا. نحن نرد فحسب على الخطوات التي تتخذها روسيا. بالطبع الاتحاد الأوروبي مستعد دائما للدخول في حوار لكننا لن نتنازل عن قيمنا أو مبادئنا.”

 

وتابع “لهذا السبب اتفقنا على الحفاظ على المسار ولا سيما الحفاظ على وحدة الاتحاد الأوروبي.