إيران تعتبر مناوراتها البحرية في هرمز \
الأثنين 18 صفر 1434ﻫ 31-12-2012م

الجزيرة برس-قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي إن المناورات التي تجريها بلاده حاليا في مضيق هرمز رسالة “سلام وصداقة”، ونصح وزير الدفاع الإيراني نظيره الأمريكي المقبل باستخلاص العظات من دروس الماضي، قي وقت وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قانوناً للحد من تأثير إيران في أمريكا اللاتينية .

وقال فيروز آبادي إن المناورات التي دخلت أمس السبت يومها الثاني ليس الهدف منها إغلاق مضيق هرمز، بل “تحمل رسالة السلام والصداقة” . وأضاف “إن المناورات جزء من الإجراءات المخطط لها مسبقاً للقوة البحرية للجيش، بهدف الحفاظ على الجاهزية واستعراض قدرات القوات المسلحة”، وكانت البحرية الإيرانية بدأت أول أمس الجمعة، مناورات “الولاية – 91” التي تجري على مساحة مليون كلم مربع في شرق مضيق هرمز وتستمر ستة أيام . وقد استخدمت إيران في اليوم الثاني لمناوراتها معدات جديدة ومتطورة وصواريخ تستخدم أول مرة إضافة إلى طائرات من دون طيار لاستطلاع القوات المعادية .

ودعا وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أمس السبت نظيره الأمريكي المقبل إلى أن يستخلص الدروس من الماضي، وأن يتجنب السياسات “الاستفزازية” التي تلحق ضرراً بالمصالح الأمريكية . ودعا وحيدي وزير الدفاع الأمريكي المقبل أياً كان اسمه إلى أن يتصرف بحكمة، وقال “أنصحهم بالتفكير والتصرف بحكمة وتجنب الاستفزازات في تصرفاتهم وتعاطيهم في مواقف جديدة لا تعنيهم لأن هذا الخط من التصرف (تجنب التحركات الاستفزازية) سوف يخدم مصالح الشعب الأمريكي وشعوب العالم وسوف يحفظ ماء وجه الولايات المتحدة” . وأعرب عن أمله في أن “يستخلصوا الدروس من هذه القضايا والتحرك في اتجاه يخدم مصالحهم ومصالح شعوب العالم أيضاً” .

إلى جانب ذلك أكد الخبير الإيراني محمد حسين علويان عضو مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران ل “الخليج”، أن إيران واستناداً إلى تصريحات المرشد علي خامنئي وقادة الحرس الثوري والجيش، ليست بصدد إغلاق مضيق هرمز، وأشار إلى أن المناورات الحالية هي مناورات روتينية وليست رد فعل على مناورات أخرى في المنطقة، وشدد على أن إيران لم تغلق المضيق حتى في زمن الحرب العراقية – الإيرانية (حرب الخليج الأولى 1980-1988) وأن مضيق هرمز بقي مفتوحاً طيلة تلك الفترة . وقال إن مناورات إيران العسكرية في الخليج أو في المدن الإيرانية الأخرى تأتي في إطار الاستعداد والجهوزية وهي لاتحمل أية رسالة تهديد لأية دولة . ومن جانبه أكد الباحث الإيراني سلمان عبداللهي أن المناورات البحرية الإيرانية الراهنة هي امتداد لمناورات سابقة، وأن الظروف الحالية في المنطقة والعالم تفرض على إيران أن تكون على أهبة الاستعداد لأي مواجهة عسكرية، وأضاف أن هناك قرائن تثبت عسكرياً أن أمريكا تسعي لمواجهة عسكرية مع إيران خاصة أن مجلس الشيوخ شجع الرئيس أوباما مؤخراً على استخدام الخيار العسكري ضد إيران في ظل استنفاد الجهد الدبلوماسي .

وأكد الرئيس محمود أحمدي نجاد أن الدول الكبرى خاصة أمريكا كلما أرادوا تزويد إيران بقطع الغيار استخدموها ضدنا كوسيلة سياسية للضغط علينا للحصول على تنازلات في المجال النووي . ودعا خبراء بلاده إلى تكثيف جهودهم لإنتاج هذه القطع محلياً . وأشار نجاد لدى افتتاحه أمس السبت مشاريع بتروكيمياوية في منطقة عسلوية جنوب إيران إلى أنه كان من المقرر أن تشارك شركات أوروبية ومن دول أخرى في هذه المشاريع إلا أن الخبراء الإيرانيين استطاعوا إنجازها من دون الحاجة إلى الآخرين . وقد بلغت تكاليف المرحلة الثانية لمجمع البتروكيمياويات “كاويان” 45 ألف مليار ريال (الدولار يعادل 25500 ريال إيراني) يضاف إليه مبلغ آخر بالعملة الصعبة يبلغ 390 مليون دولار باستثمار من قبل شركة “باختر” الوطنية وصندوق التقاعد في شركة النفط .

من جهة أخرى وقع الرئيس الأمريكي قانوناً يهدف إلى تطويق النفوذ الإيراني المفترض في أمريكا اللاتينية عبر استراتيجية دبلوماسية وسياسية يفترض أن تحددها وزارة الخارجية الأمريكية . ويدعو قانون تطويق إيران في النصف الغربي للعالم الذي أقره الكونغرس مطلع العام الجاري، وزارة الخارجية إلى أن تعد خلال 180 يوماً استراتيجية “للتصدي لنمو الوجود والنشاط المعادي لإيران” في المنطقة . ويفترض أن تكون هذه الاستراتيجية سرية ولا يطلع عليها سوى البرلمانيين، لكنها ستتضمن ملخصاً عاماً للنشر .
الخليج