الجزيرة برس -ياسين بودهان-الجزائر –صفت قيادات إسلامية جزائرية عزل الرئيس محمد مرسي من طرف الجيش المصري بـ’الانقلاب العسكري’، ودعت تلك الأطراف حركة الإخوان المسلمين وأنصارها، إلى التمسك بالشرعية الدستورية بطرق سلمية، وعدم التورط في العنف المسلح، لأنه يؤدي إلى طريق مسدود.
وبعد الإعلان مباشرة عن قرار الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي ليلة أمس الأربعاء، سارعت حركة النهضة (حزب إسلامي معارض)، إلى إصدار بيان عبرت فيه عن موقفها من قرار الجيش، وجاء في البيان -الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- ‘أن التجربة الديمقراطية تتعرض لعملية إجهاض ممنهجة، بتحالف فلول النظام السابق مع أطراف علمانية داخلية، وقوى إقليمية وعربية’.
واعتبرت النهضة أن ما حصل في مصر انقلاب على الشرعية، وأضاف البيان بأن هذه الخطوة ستترتب عليها عواقب وخيمة، ستطال شظاياها اّلأمة العربية بأسرها، لما تمثله مصر من موقع وتأثير.
ونددت الحركة بما أسمته الصمت العربي والتواطؤ الدولي، كونه يكيل بمكيالين في الفعل الديمقراطي، وتشير الحركة في بيانها إلى أن التجارب تؤكد في كل مرة رفض القوى الكبرى للخيار الديمقراطي في حال أوصل الإسلاميين إلى الحكم.
وأضافت أن الأحداث في مصر أثبتت أن الجيوش العربية مرتبطة بالأقليات العلمانية المتطرفة، ولو أدى إلى هدم الشرعية في حال اختيار الشعب لغيرهم.
الخيار السلمي
ودعت النهضة في بيانها من أسمتهم بأصحاب الشرعية إلى ‘التمسك بالخيار السلمي، حقنا للدماء، ولتفويت الفرصة على المتربصين بمصر واستقرارها’.
من جانبه ذهب القيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة الدكتور أنور هدام إلى القول بأن التيارات المستغربة تنجح مرة أخرى في خلط الأوراق والتشويش، وإقحام الجيش لوقف المسار الديمقراطي، وحرمان الدول من حقها في تقرير مصيرها, ويضيف محدثا الجزيرة نت قائلا الأمس كانت الجزائر واليوم مصر.
ودعا هدام الإخوان المسلمين إلى دراسة الوضع ومراجعة المسيرة واستخلاص الدروس لمواصلة الطريق، وحذرهم من الانخراط في العمل المسلح, لأنه برأي هدام عمل يؤدي إلى طريق مسدود، وتابع ‘أتمنى ألا يدفعوا إلى ذلك من قبل العسكر كما فعلوا معنا في الجزائر’.
ودعا كل الأطراف لتفادي فخ الاقتتال، وأخذ الدروس من الأخطاء التي ارتكبوها جميعا لتصحيح مسار الثورة ومواصلة الجهود للتخلص من الاستبداد, كما دعا المخلصين من القوات المسلحة لاستدراك الآمر ورفض إقحام العسكر في السياسة.
الدستور والشريعة
الشيخ عبد الله جاب الله -رئيس جبهة العدالة والتنمية (حزب إسلامي معارض)- وصف قرار الجيش المصري بعزل مرسي بأنه ‘انقلاب عسكري على الدستور وعلى الشرعية’.
وقال إنه تحالف واضح بين التيار العلماني سواء في المؤسسة العسكرية أو المؤسسات المدنية، وشبه جاب الله في حديثه للجزيرة نت ما يحدث حاليا في مصر بما حدث في الجزائر خلال التسعينيات بعد تدخل الجيش سنة 92, وقيامه بإلغاء نتائج الانتخابات التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهو ما أدخل البلاد في دوامة من العنف لا تزال آثارها إلى اليوم.
وحسب جاب الله فإن مرسي هو الرئيس الفعلي والشرعي للجمهورية المصرية وله حقوق وواجبات على الذين انتخبوه رئيسا, وبرأي جاب الله فإن رد الفعل متوقف على قرار مرسي إذا تنازل، وسكت، ودعا إلى الاحتجاج السلمي فذلك الذي يجب فعله، وإذا رأى غير ذلك فله ذلك أيضا.
وعن تخوف البعض من تكرار تجربة العنف المسلح بالجزائر في مصر قال جاب الله إن هذا الشيء وارد لكنه أوضح ‘طبعا لن يكون بالحجم الذي كان عليه في الجزائر، لكنه وارد أن يكون هناك انزلاق نحو الفتنة’.
ودعت عدة شخصيات إسلامية ووطنية، تنتمي إلى الجبهة الإسلامية المحظورة، وحركة التغيير الوطني (حزب إسلامي يتبنى فكر الإخوان)، وحركة البناء (المقربة من الإخوان) وشخصيات برلمانية، وأدباء ومثقفون في وثيقة ‘أداء النصح لأشقائنا في مصر’, مكونات الساحة السياسية المصرية بمختلف أطيافها من المعارضة أو السلطة، إلى تغليب صوت العقل، وعدم تكرار تجربة الجزائر المأساوية خلال فترة التسعينيات.