تعود اليمنيون أن تتم مناسباتهم وحفلات أعراسهم يوم الخميس، ودوامهم فيه خفيف، وظلت الجمعة إجازة الأسبوع، وكان الأطفال يفرحون بيوم الخميس:
(يوم الخميس ترى الصبيان في فرحٍ .. مستبشرين بهذا اليوم والثاني!!)
وعندما أضيفت إجازة الخميس إلى الجمعة كان المفترض زيادة ساعات الدوام في بقية الأيام، ولكن ذلك لم يحدث، فأغلب الموظفين لا يداومون إلا بمعدل ثلاث ساعات في اليوم أي خمس عشرة ساعة أسبوعياً، بينما تبلغ ساعات الدوام في الدول المنتجة أربعين ساعة في الأسبوع.
قامت حكومة الوفاق بتغيير الإجازة إلى الجمعة والسبت، وقالت أنها استجابت لطلب البنوك وضرورة التعاملات المالية مع دول العالم، حينها طلب مجلس النواب من الحكومة العدول عن القرار لكنها لم تستجب وقدمت مبررات غير مقنعة، وبقي دوام الخميس ضعيفاً، فصار الدوام أربعة أيام فقط، ولم يظهر تدفق كبير للأموال، بل نزعت منها البركة!!
الآن بدأت بعض المديريات وبعض المحافظات بالإنفراد بإعادة الدوام يوم السبت، وكان الواجب أن يتم التغيير بقرار من رئاسة الوزراء ولجميع المحافظات، ليكون قرار حكومة لا رغبة حزب أو جماعة حتى نحافظ على وحدة قرار الدولة ولا نؤسس للفوضىٰ والمزاجية، ولئلا تصبح المحافظات جزراً منفصلة تحكمها الأهواء وليس النظام والقانون، فإضعاف قرار الدولة له تداعيات سلبية كثيرة، وأتمنىٰ على الحكومة إعادة النظر في قرار إجازة السبت، ولو كان لدينا جدية فتكفي إجازة الجمعة حتى نعوض ما فات من العمل والإنتاج والإنجاز، ولا نحتاج إلى جدل واسع حول هذا الأمر…
كل من ينشد بناء الدولة فعليه أن يحرص على وحدة قرارها، وأن يعمل على تطبيق الدستور والقانون، ويجب عدم الاستسلام لدعاوىٰ غياب الدولة، فالدولة موجودة بكفاءاتها ونظمها وهياكلها وأدواتها، ولكن تنقصها الإرادة، والمؤسف أن الكثير من المسؤولين اقتنعوا بعجزهم وأنهم غير قادرين على عمل أي شيء، ونأمل بعد منح الثقة لحكومة المهندس خالد بحاح أن تسري العزيمة والإرادة إلى كل مسؤول ليقوم بواجباته، وستتحسن الأحوال وتنتهي مظاهر الإهمال والتسيب والإنفلات