الجزيرة برس- حالة التذمر لا تتوقف وحالة البكاء على أطلال بليت، وأمجاد ذهبت هي السائدة في العقلية العربية والاسلامية، وكل واحد منا يحسن عرض المشكلة، فمنا من يحتج بشماعة الخارج، ولغة المؤامرة ، والبعض ينتقد العقلية العربية كعقلية ويصفها بالعنترية المتخلفة، وهناك فئام توجه اللوم لقطيع الحكام والقيادات، فالشعوب تطالب برحيل الحكام والحكام يطالبون برحيل الشعوب، والبعض يشخص تشخيصا نوعيا لينادي برفع مستوى الوعي، والوعي يشتكي يريد حاملا سياسيا يتبناه ويحافظ عليه، والوعي يخرج من مداميك التعليم ، والتعليم هو الفقرة الأضعف في عمود فقري متهالك، ويذهب البعض إلى أن المشكلة في قاعدة الهرم ولا بد من البناء والتربية والتصفية، ويعترض البعض بطول الطريق وغياب أوليات العصر في البحث عن ركن للحماية ومن لا قوة له لا صوت له، ويقف فوج على أعتاب المدنية والديمقراطية، راجيين منها الحل، ويقف بعض المثقفين إزاء ذلك بأن هذه المفاهيم تحتاج أوليات فكرية، لأن الحزب سيتحول إلى قبيلة ولكن بثوب واسع والجمهورية ملكية بلباس وعلم جمهوري، وهذه بعض احجيات طبقة التشخيص والعرض.
وغضب بعض منتسبي الدين فلم يتحملوا واقع الامة، وعمدوا إلى قتل أنفسهم كتعبير عن حالة اليأس والقنوط، وأحسن الغرب الاستفادة منهم وتبنيهم في زراعة منظمات كبرى محلية ودولية.
وبرزت الأمة الفارسية بمشاريع قومية ولباس ديني واحسنت إدارة المعركة، لتكسب لها أتباع ومناصرين في كل الوطن الاسلامي، وتتفن في نقل المعارك شرقا وغربا.
وفي الشق الأعلى أعلى الهرم تعتقد القيادة أن الحل بالتحالف تارة أما مع الشرق واما مع الغرب، واما بالقمع أو بالترف والرياضة والفن، وهكذا، فالكل يحمل مشروعا خاصا به.
ويهرب الكل من بناء مشروع حقيقي ، مشروع أمة ، فالمشاريع تنتهي عند الحفيد، ويصل سقف طموحها في امتلاك قصر بالقرب من برج ايفل.
حالة التشخيص تختلف باختلاف المدارس والمفاهيم والعقول، وإذا كنا جميعا نتفق ان هناك مشكلة فالسلطة الإعلامية تعتبر المغذي الرئيسي للصراع وتجسيد حالة الفوضى.
الطريق وعر ومليء بالاشواك ، ومع ذلك لن نفقد الامل فهناك تجديد مستمر في أمة محمد، ولا زالت الأرحام تقذف بالرجال، وهذه الأمة مبتلاه لكنها منصورة والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس و يعلمون