أوقفوا البسط على الوظيفة العامة
الأربعاء 4 جمادى الأولى 1438ﻫ 1-2-2017م

 

أوقفوا البسط على الوظيفة العامة
الجزيرة برس – محمد انعم -عندما تذهب الحكومة وبتوجيهات من المجلس السياسي إلى توظيف عشرات الآلاف دون الالتزام بأية معايير قانونية فهذا يعد انتهاكاً صارخاً للدستور والقوانين النافذة وجريمة بحق كل أبناء الشعب اليمني..
اعقلوا يا جماعة.. راجعوا أنفسكم قليلاً.. كل أبناء الشعب اليمني يدافعون عن البلاد وليس فقط هؤلاء الأشخاص.. لا تستغبوا الشعب، ولا تعتبروا صبره خوفاً وذلاً.. فهناك 27 مليون يمني يستحقون فعلاً التوظيف ومنحهم مناصب ووزارات ورتباً عسكرية فجميعهم يواجهون العدوان ومرتزقته وصامدون بدون «نخيط».. بل إنهم يضحون بالغالي والنفيس من أجل ذلك وهناك من «يلطش» مرتباتهم..
♢ إن التوظيف والتعيينات مقتصرة على الرجال والنساء الذين لم تمس حرارة الشمس رؤوسهم، ونراهم يخوضون معارك ليس في نهم أو باب المندب أو صرواح أو الحديدة أو في عمق العدو وإنما في شركات النفط والغاز والجهات الإيرادية والوزارات كاملة الدسم.. فهؤلاء سيجهضون صمود الشعب اليمني اذا لم يتم معالجة هذه المشكلة وفقاً لمنظور وطني..
♢ على المجلس السياسي وحكومة الدكتور بن حبتور وقف هذه الفوضى والممارسات غير المقبولة، لأنها ستقود الى تمزق وحدة الصف الوطني وتفجر صراعاً بين أبناء الأسرة اليمنية الواحدة خصوصاً وأن عملية التوظيف لا تقوم على أية معايير قانونية، بينما هناك الآلاف من الخريجين الجامعيين لهم سنوات مطوبرون في الخدمة المدنية وغيرهم أمضوا عقدين وأكثر في خدمة الوطن ويحلمون برتبة مساعد أو درجة رئيس قسم ويحملون شهادات جامعية..
♢ نراهن على العقلاء والحكماء والحريصين على الوحدة الوطنية ومن يهمهم الوصول باليمن إلى شاطئ الأمان أن لا يسمحوا باستمرار ارتكاب مثل هذه الأخطاء الكارثية..
كما يجب على المكونات السياسية وحكومة الانقاذ ان يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية بتبنّي سياسات تدمل الجروح وتوحد الصفوف وتعزز الولاء الوطني لمواجهة المؤامرات التي تستهدف الجميع، وألا يقبلوا بالانجرار إلى تكريس سياسة الفرز المذهبي والمناطقي والطائفي والسلالي، فما يحدث مؤامرة تستهدف كل أجيال اليمن، ولا يجب السماح لمن يخططون لهذه المؤامرة أن ينالوا من فلذات أكبادنا..
♢ القضية لا تحتاج الى مزايدة وادعاء بطولات، وعلينا أن نتعامل مع قضايانا الوطنية بمصداقية ووضوح وبكل شفافية وبدون مَنٍّ أو متاجرة.. ندرك جميعاً أن الذين يدافعون عن اليمن هم رجال الرجال الذين لم يغادروا ميادين الشرف والبطولة وصامدون في مواجهة العدو، وليس من الذين يلهثون وراء المناصب والأموال والرتب العسكرية.. فكيف ينالون كل هذه المناصب والحرب لم تضع أوزارها؟!
وهل يقبل الذين يحملون قيماً ثورية حقة ويناضلون من أجل مجتمع تسوده العدالة المحمدية ويرددون ليل نهار وفي كل صلاة شعارات براقة، استباحة حقوق غيرهم بدون حق.. وأي دين أو شريعة تجيز لهم مثل ذلك؟
♢ اليمنيون يقدمون قوافل وقوافل من خيرة الشباب في هذه المعركة الوطنية المقدسة.. فها هي قبائل اليمن تجيّش يومياً الآلاف من أبنائها إلى معارك الشرف وليس إلى المراقص أو البدرومات أو احواش الوزارات والطيرمانات.. ولا يجب أن يُنظر إليهم وكأنهم أولاد جارية..؟!!
♢ لا يستطيع أحد أن يقنع الشارع اليمني بأن التوظيف الحاصل بهذا العبث هو استحقاق ومكافأة لطليعة من «المجاهدين» لسبب بسيط.. أقول لسبب بسيط وقد يكون محرجاً أيضاً..
فهل بين هذه الآلاف ممن تم توظيفهم ومنحهم مناصب ورتباً عسكرية من تعرَّض لإصابات في معارك الدفاع عن الوطن.. وهل بينهم من أصيب بجروح في معارك الحدود أو في تعز أو نهم.. الخ وهل بينهم مبتور اليد أو القدم.. أو .. أو.. مثلاً..؟؟ ولا نتكلم هنا عن المناصب السياسية.
بل حتى النساء اللاتي تُمنح لهن المناصب في المدارس والوزارات.. أين دافعن عن الوطن؟!.. نقولها مجدداً.. الوطن للجميع والوظيفة حق لكل أبناء الشعب اليمني شوافعاً وزيوداً.. شماليين وجنوبيين، فلا تزيدوا الجسد الوطني النازف جروحاً جديدة.. يكفي الى هنا!! وليعمل الجميع على دمل الجروح وجمع الشتات.
♢ نتمنى من قيادة المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله أن يستشعروا مسؤوليتهم التاريخية تجاه الشعب والوطن ومستقبل الأجيال.. وان يعملوا على فتح باب التوظيف أمام كل أبناء اليمن بمختلف فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية.. وأن يكون الجميع متساوين ويخضع الراغبون في التوظيف أو شغل المناصب العليا للمنافسة والمعايير التي حددها القانون.. فلا تنفّروا الناس بهذه الممارسات.. وراجعوا وعالجوا هذه الأخطاء..!!
♢ يشعر المرء بألم وحسرة عندما يجد هذه السياسات القروسطوية تغلق الآمال والأحلام أمام عشرات الآلاف من الخريجين الجامعيين والشباب بشكل عام، بعد أن ظلوا يتطلعون إلى سلطة تستشعر معاناتهم وتوقف أساليب التهميش والتطفيش للكوادر الوطنية المؤهلة..
لكن أن يمارس هذا الظلم والتمييز الاجتماعي كسياسة اليوم فهذا سيدفع البلاد إلى كارثة وسيذهب الشباب إلى «داعش» أو إلى الشيطان.. خيراً من أن يقبلوا العيش كعبيد في أرضهم وبلادهم مسلوبي الحقوق والكرامة..
♢ اليمن لم تعد تقبل بالمشاريع الصغيرة.. ومن لم يستفد من الأخطاء والجروح النازفة دماً اليوم.. سيحفر قبره بيده.. لكن علينا ألا نحفر قبراً للوطن والشعب!!

المؤتمر نت