أوقفـــوا الحروب إن كُنتُم تحبون اليمن : زيد الشامي
الثلاثاء 18 جمادى الآخرة 1436ﻫ 7-4-2015م

 

زيد الشامي-كان اليمنيون وسيظلون إخوة تجمعهم روابط الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ والآلام والآمال المشتركة، وقد تعايشوا عبر القرون، حتى ظهرت جماعة الحوثي فشتت شملهم، ومزقت جمعهم، وفرقت كلمتهم، فمن لم يكن معها فهو تكفيري وداعشي وقاعدي وعميل والموت له، والصرخة لأمريكا وإسرائيل…!!

لم يسلم من اتهام جماعة الحوثي أحد: لا الأحزاب ولا الجماعات ولا القبائل ولا المنظمات ولا الدول ولا رئيس وأعضاء حكومة الكفاءات؛ حتى الرئيس هادي الذي عاملهم بحسن نية انقلبوا عليه وحاصروه، ثم استخدموا الطيران الحربي لقصفه في عدن، وفي أقل من ستة أشهر خربوا كل شيء في اليمن؛ فلا رئيس ولا حكومة ولا برلمان ولا مؤسسات ولا جيش ولا أمن ولا دولة ولا اقتصاد ولا خدمات ولا علاقات دولية، الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه تأمين قياداتهم بالسيارات المدرعة والمرافقين والأسلحة والمواكب الفخمة والمصروفات الباذخة!!

عمل الحوثيون على تحويل اليمن إلى ساحة حرب من أقصاها إلى أدناها، حتى مدينة عدن ذهبوا ليحاصروا سكانها المسالمين، وكأنهم سيقبضون على عاصفة الحزم في كريتر أو المعلا أو القلّوعة!؟

الحوثيون هم من استدعى? عاصفة الحزم حين أطلقوا تهديدهم بغزو الرياض، وأنهم سيدخلون ((مكة)) البلد الحرام بأسلحتهم، وبالغوا في غيّهم حين ذهبوا لاستعراض القوة وإجراء مناورة عسكرية على حدود السعودية..!!

لقد وقعت جماعة الحوثي في شرور أعمالها، تلاحقها دعوات المظلومين والمكلومين والأرامل واليتامى? والمقهورين، أما الحماقات التي ترتكبها في حق الإصلاح بحجة تأييده للضربات الجوية فتلك حجة أوهى? من بيت العنكبوت، فقد قامت جماعة الحوثي بالنهب والسلب والاحتلال والإختطاف منذ سنوات وفي كل منطقة سيطرت عليها، وهي تعلم أنها لم تكسب من طغيانها غير الْخِزْي والعار وسوء السمعة!!

أما المتباكون على السيادة من إخواننا في المؤتمر الشعبي فنذكّـرهم بأن الرئيس علي عبدالله صالح سبق أن طلب من السعودية التدخل في الحرب السادسة عام 2009م، وعندما بدأ الطيران السعودي في قصف مواقع الحوثيين قال: (اليوم بدأت الحرب!!)، وبالفعل حسم الطيران السعودي المعركة وقَـبِـلَ الحوثي بالشروط التي فرضتها عليه الدولة.. فهل كان ذلك التدخل مشروعاً وعملاً بطولياً لأنه كان بطلب من الرئيس السابق، بينما أصبح اليوم خيانة لأن الطلب جاء من الرئيس هادي!؟ وهل كان تسليم الحوثيين القرار اليمني لإيران محافظة على السيادة اليمنية!؟

الحقائق المُـرّة التي يجب أن تُعرف: أن الحوثي وأتباعه أغلقوا كل أبواب الحوار والتفاهم، واختاروا طريق الحرب والدمار ومن دون مبرر، وأن الرئيس هادي اضطر لطلب النجدة من أشقائه العرب، وأن اليمنيين اكتشفوا أن جيشهم عاجز عن الصمود حتى لعشر دقائق، وأنه قد أُعِـدّ فقط ليستسلم لأي جماعة مسلحة لا تؤمن بالدولة ولا بالدستور والقانون، بدلاً من القيام بحماية المواطن وحراسة الحدود والمحافظة على السيادة…

جميعنا نتوق لإيقاف الحرب وإنهاء القصف والدمار، ومن منا لا يشعر بالحسرة والألم على دماء وضحايا الأبرياء الذين تحصدهم نيران الأرض والسماء بالعمد أو الخطأ، وقبل أن نطالب بإيقاف عاصفة دول التحالف، نطلب من جماعة الحوثي وأنصارهم أن يخففوا من الوعد والوعيد، وأن يتوقفوا عن اجتياح المحافظات الجنوبية، ويكفي استنباتاً للعداوات بين اليمنيين الذين ظلوا – قبل ظهورهم – إخوة متحابين متعايشين من سقطرى? إلى صعدة ومن المهرة إلى الحديدة.

بكل الحب والمسؤولية – وعلى رغم الجراح والآلام – نناديكم بإيقاف حروبكم ضد أبناء جلدتكم إن كُنتُم حقاً تحبون اليمن وتحرصون على سيادته؛ وحينها لن يكون هناك أي مبرر لأي قوة أن تتدخل في شأننا اليمني.