أمريكا وألمانيا تدعوان روسيا لعدم تسليح الأسد
السبت 22 رجب 1434ﻫ 1-6-2013م

 

الجزيرة برس -واشنطن (رويترز) – حذرت الولايات المتحدة وألمانيا روسيا يوم الجمعة من أن تسليح قوات الرئيس بشار الأسد سيضر بالجهود الرامية لجمع طرفي الصراع في سوريا لاجراء محادثات سلام.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد محادثات مع نظيره الألماني جيدو فيسترفله إن خطط روسيا لإرسال نظام دفاع جوي متطور للأسد يعرض أمن إسرائيل ايضا للخطر.

وتسعى الولايات المتحدة وروسيا رغم الخلافات بينهما إلى عقد مؤتمر سلام في جنيف الشهر القادم لإنهاء الحرب المستمرة منذ 26 شهرا والتي أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 80 ألف قتيل ويهدد بإشعال مواجهات أوسع في الشرق الأوسط.

وتأمل واشنطن أن يؤدي المؤتمر الذي يعرف باسم “جنيف 2” – بعد انعقاد مؤتمر أول في المدينة السويسرية العام الماضي – إلى حكومة انتقالية في سوريا.

وقالت روسيا إنها ستفي بتنفيذ صفقة صواريخ إس- 300 أرض-جو بعيدة المدى أبرمتها مع حكومة الأسد في عام 2010 كرادع ضد تدخل عسكري خارجي. وهاجمت قرار الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بتخفيف حظر على تسليح المعارضة وهي خطوة قال دبلوماسي أوروبي إنها تستهدف أن تظهر للأسد أن الغرب يمكنه تسليح المعارضة في وقت لاحق.

لكن فيسترفله قال إن إرسال الصواريخ الروسية إلى الأسد “خاطئ تماما” ودعا الأسد إلى “وقف العنف والمجيء إلى طاولة التفاوض.”

وقال “من المهم للغاية أن يحصل مؤتمر جنيف 2 على فرصة حقيقية ومن ثم فإننا نطلب ونلح على الجميع ألا يفسدوا هذا المؤتمر.” وأضاف “لا أحد يعرف ما إذا كان النجاح سيكون حليفا لهذا المؤتمر لكن روسيا أرسلت إلى العالم وإلى المنطقة الرسالة الخطأ بتسليم (سوريا الصواريخ) إس- 300 واسلحة أخرى.”

وانتقد كيري التزام موسكو بإرسال الصواريخ إلى الأسد وقال أيضا إن روسيا أظهرت أنها تؤيد حكومة انتقالية في سوريا.

وقال “سنعرف بسرعة كبيرة ما إذا كانوا يتصرفون هم والآخرون بحسن نية في محاولة لتقديم اسماء تحظى بشرعية قد تكون مقبولة للجانبين قادرة على تشكيل حكومة انتقالية. وإذا لم يتصرفوا بنية حسنة فإن العالم كله سيعرف ذلك.”

وتابع قائلا “الآن لا يفيد نقل صواريخ إس- 300 إلى المنطقة بينما تسعى لترتيب هذا المؤتمر وتحقق السلام. ولن يكون من المفيد أن يكون لديك قدرا كبيرا من الذخيرة والإمدادات الأخرى تصل ليس من الروس وحدهم وهو يقدمون هذا النوع من الإمدادات ولكن أيضا من الإيرانيين ومن حزب الله.”

ومما يبعث على القلق بشكل خاص بالنسبة للغرب أن النظام الصاروخي المضاد للطائرات قد يجعل فرض منطقة لحظر الطيران أكثر خطورة بكثير وقد يهدد الطائرات في عمق المجال الجوي لإسرائيل أو في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.

وكانت إسرائيل طلبت من موسكو إلغاء الصفقة.

وقال كيري عن إرسال الصواريخ لسوريا “لها تأثير سلبي شديد على ميزان المصالح والاستقرار في المنطقة ويهدد إسرائيل بالفعل.”

وتابع قائلا “وهو في تقديرنا عمل غير مسؤول نظرا لحجم الأسلحة وطبيعة الأسلحة وما تفعله للمنطقة من حيث أمن إسرائيل.”

وسيجتمع مسؤولون أمريكيون وروس ومن الأمم المتحدة في جنيف يوم الأربعاء للإعداد لمؤتمر للسلام استعدادا لمؤتمر السلام. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي للصحفيين اليوم الجمعة إن مشاركة إيران المحتملة في المؤتمر ستناقش.

وبينما قالت الولايات المتحدة إنها لم تغلق الباب أمام مشاركة إيران في المؤتمر قالت بساكي إن طهران لم تلعب دورا بناء في إنهاء العنف في سوريا.

وقالت ردا على سؤال عما إذا كانت إيران يجب أن تكون جزءا من المؤتمر “لم نجر تقييما لذلك. نريد أن نعمل من خلال العملية الملائمة مع روسيا والأمم المتحدة تحديد المشاركة.”

وقال كيري الذي تجول في المنطقة في الأسابيع القليلة الماضية للحصول على تأييد لمحادثات السلام إنه مقتنع بأن المعارضة السورية ستشارك في المؤتمر بالرغم من تهديدها بمقاطعته.

وقال إن محادثات المعارضة السورية في اسطنبول أحرزت تقدما لتوسيع قيادتها. ووافقت الوفود في اسطنبول على ضم 14 عضوا من كتلة ليبرالية يقودها المعارض المخضرم ميشيل كيلو إلى الائتلاف الوطني السوري الذي يضم 60 عضوا ويمثل القيادة المدنية لمعارضي الأسد.

 

وقال كيري “إذا كان الجميع جادين ونحن جادون وقال الروس إنهم جادون فإن أفضل فرصة لإنقاذ سوريا.. أفضل فرصة لأن نكون قادرين على حماية الأقليات ووقف القتل إنما تكون من خلال تسوية سلمية يتم التوصل إليها بطريقة منظمة.