جماهير الضالع تحيي أربعينية الشيخ شريان الذرحاني وسط حضور رسمي وشعبي كبير
الأربعاء 7 جمادى الآخرة 1434ﻫ 17-4-2013م

 

 

الجزيرة برس – الضالع – جبن/ مدينة الملوك – قامت جهات وفعاليات مدنية وحزبية وقبلية وشبابية بإحياء أربعينية فقيد الوطن الراحل المناضل الشيخ محمد صالح شريان الذرحاني شيخ قبيلة الذراحن واحد ابرز القيادات والوجاهات القبلية والحزبية والسياسية في مديرية جبن والضالع وسط حضور جماهيري كبير تقدمه عدد من قيادات السلطة المحلية في الضالع وجبن وقيادات حزبية ومدنية وشخصيات قبلية وممثلين عن الامانات العامة للاحزاب السياسية وعشرات المشائخ والاعيان والمعلمين والمثقفين والشباب وجمع غفير من ابناء مديرية جبن ومحافظة الضالع

وكان الاستاذ صالح علي الجبني احد اصدقاء ورفاق الفقيد شريان قد تحدث في ذكرى تأبين الشيخ محمد صالح شريان الذرحاني واستعراض مقتطفات من كتاب التأبين وقال ” قبس من وهج ضياء فقيد الوطن اليك يامن رحلت عنا تاركا فينا كثيرا من الحزن والألم ، اليك يامن كنت فينا حاضرا في كل موقعة وعمل ، أيها الراغب في كل تجديد تشع به حياتنا ، رحلت عنا فجأة ونحن في خضم معاركنا مع انفسنا الامارة بسوء الشهوة للجاه والمال والسلطان ، قد نكون اخطأنا في بعض مراحل حياتنا ولكننا لم نخطئ أبدا حين افتقدناك بشدة ، حسرة بنا حين غادرتنا في رحلتك الى خالقك غير انك آثرتنا على نفسك فلم تغادرنا الا جسدا وأبقيت لنا ومعنا تلك المآثر والمناقب والصفات وصفحات من كتاب نضالك الذي نتعلم منه ومنها الكثير والكثير

واضاف الاستاذ صالح الجبني رحيلك جعلنا نعيد شريطا من الذكريات ربما كنا قد نسينا او تناسينا او بوضوح اشمل آنستنا إياه معارك وحروب ضارية نغفل موعد انتهاءها ، اقول ( آنستنا ) ولكنها لم تستطع ولن تستطيع ان تموحها من ذاكرتنا أبدا لانها اختلطت بها دماءنا وترافقت معها أحلامنا وانجازاتنا واحتوت كثيرا من تفاصيل بل أدق مراحل الحياة التي اجتمعنا فيها بالأفراح والأحزان .
{ يا ابو معين } لابد ان تكون جبن بصورة اخرى بحلتها الجديدة مع بزوغ فجر غداً ؟؟ تلك هي كلمات استاذنا الفاضل محمد واصل حين وجهك بها وأوكل مهمتها اليك في تلك الليلة من مساء الثاني والعشرون من مايو ١٩٩٠م . في حين كان هو في مهمة وتكليف اخر .. لم يكن لديك اي رغبة للتملص او الهروب من هذه المهمة بل زاد وجهك إشراقا وعلت الفرحة والبسمة شفتيك وبريق الأمل بتحقيق الحلم ظهر من خلال عينيك . انصرفت مصطحبا إيانا معك لتشكيل فريق لإنجاز المهمة . كنت الاول فينا حين صعدت بنا قمم الجبال في ظلمة لم ينيرها الا ابنتهاجنا وسعادتنا بتحقيق الحلم الوحدي . لم تثنيك او نحن فريقك تلك الدماء التي سالت من أكف ايادينا بفعل أشواك وأحجار جبل ( الحمة ) جيلان أثنيت عليه لانه يعمل دون توقف في رصف أحجار صغيرة بشكل جميل ومستقيم وبجانبه ابن الزعل فيما يحضر ابن العبد علي حسن صفائح الطلاء والصريمي عبد المنعم يخط بقلمه عبارة الوفاء لشهداء الثورة والوحدة ، ( المجد والخلود لشهداء الثورة والوحدة ) ننزل فيقابلنا احد الشباب احمد بن الشهيد غباسه فتامره ان لا يطفئ مولد الكهربة وان يبقيه منارا حتى الصباح بعد ان يزوده بمادة الديزل ، ثم نصعد مرة اخرى لقمة جبل اخر ( القلعة ) نحتار فيما يجب ان نعمل فيأتي الرد .. يجب ان يسطر هنا جملة لم نعهد قرأتها او كتابتها من قبل – يبدد حيرتنا جيلان فيقول ( وأشرقت شمس الوحدة لتنير طريق المستقبل ) .

وقال القائد هو الاخر مع فريقه يرسمون العلم الجديد للوطن الجديد وعبارات الحب والتمجيد للعهد الوطني القادم الجيدي في أرجاء مدينتنا الحبيبة ( جبن ) وفي أعالي قمم جبالها وعلى أسوار المنازل والطرقات وازقة الشوارع والأسواق . تلطخت اياديهم البيضاء بألوان راية وعلم اليمن الجديد وتمزقت ثيابهم جراء تسلقهم تلك القمم والفرحة تثنيهم عن الشعور او الالتفات الى ما قد أصابهم وما هم عليه .
مع اقتراب ان يصدح المؤذن لصلاة الفجر كان الفريقين قد أنجزت المهمة فيكون اجتماعنا في نقطة الالتقاء ينظر كل منا الى الاخر فينتابه شعور الزهو والفخر ، تعلو ضحكاتنا سماء وطننا الجديد ، اما انت أيها الشريان فان اناملك لا زالت تمسك القلم فتذهب في تأمل تبحث من خلاله عن أرقى كلام وابلغ عبارات وأقوى القوافي كي نتغنى بها ونرقص على إيقاعها في عرسنا الوحدوي والوطن الجديد ( الجمهورية اليمنية ) ، نصمت قليلا ثم يأتي صوت منك – هيا ندخل الديوان لنجد الصريمي علي ومجموعته مستمرا بإجراء اتصالاته لتأكيد الاعلان للحلم الذي انتظرناه طويلا للوحدة اليمنية وقيام دولة اليمن الواحد بالجمهورية اليمنية ، جميعنا وانت ابو معين قبلنا لم تغفوا أعيننا حتى لحظات ، ننتظر بزوغ شمس الوطن الجديد بصبر وشوق وحب فيما كان الاخرون في مضاجعهم يهجعون ، وما ان بدء شعاع الشمس وجد الاخرون ممن كانوا في نوم عميق ينظرون باستغراب الى ما الت اليه صورة مدينتهم – يتسالون ماهذه الاعلام والعبارات الجديدة التي لم نعهدها كنت في المقدمة تقود مسيرة جماهيرية حاشدة لأبناء المديرية يرددون من بعدك نشيد الوطن الجديد ( رددي ايتها الدنيا نشيدي ))

وتابع قبل هذا وذاك كانت علامة الانتماء الصادق لوطنك وعروبتك وقيمك االدينية والانسانية حاضرة في كل مراحل حياتك ومع كل نشاط او عمل أنجزت من خلاله مهمة كانت خاصة او عامةأحجار حرد لا زالت تحتفظ بأجزاء من احذيتك التي تقطعت بها وانت تبحث عن الطريق ، واشواك بنا وقاع البتار وجبل اليراعة هي الاخرى لازالت معلقة عليها بعضا من بقايا ثيابك التي تمزقت وانت تمشطها سيرا على الأقدام كي تجد مخرجا اخر لمديريتك نحو جنوبها ، تلك الجروف والأشجار التي كنت تستظل بها من حرارة الشمس والإرهاق لا زالت تحكي القصص والحكايات وتروي لنا عنك مالم تحدثنا به انت عن نفسك .
اعلم يقينا انك تدري ان الكثيرين من أبناء مديريتنا الحبيبة ووطننا الغالي يجهلون عنك الكثير والكثير ولا يعلمون الا ما افشاه عنك الاخرون – وهذه قد تكون رغبتك حتى تبقي لنفسك شيئا تخص به ربك وتنال منه ومنه وحده خير الجزاء .
فرحة وبسمة أولئك البسطاء من الناس والأسر ممن كنت حليفهم مع آخرون أعزاء رحلت اليهم انت مؤخراً تحولت الى دموع الحزن لفراق من كان سببا حقيقيا وحليفا وفيا معهم حال إدراج اسماء ضمن شبكة الضمان الاجتماعي .
تلك الاسماء التي أطلقتها على بعض مشاريعك الخاصة ( دير ياسين ، البقاع ، الفلوجة ….. الخ ) لازال رنينها يوحي إلينا بعظمة انتماءك والرقي بتفكيرك واهتمامك وقدرتك على جعلنا نتعمق في التفكير عن ماهية تلك الاسماء .
اليك ايها الشريان يامن كنت رفيقا لدربنا الطويل وصاحبا لحياتنا المليئة بالحب والوفاء وقائدا في فترة زمنية نحتفظ بزهاءها ونصاعة صفحاتها نحتفظ بها لأنفسنا نحن من كنا فريقا واحدمن سبقك بالرحيل عنا العزيز أخينا عبد الباري ومن هو باق جيلان وزيد وجا رالله والعصفور وأمين الصوفي والراوح عبد الكريم والدبشي علي وآخرون – لن نظهر من تلك الصفحات البيضاء التي كنت بها ممسكا بزمام المسؤولية والقيادة لنشاط ومهمة هي بالنسبة لنا اهم مراحل حياتنا – نعتز ونفتخر بها – ولن يكون من الوفاء ان نتحدث عنها كي لا يتم تلويثها او التعاطي معها بسخرية في زمن هو اقرب الى العبث من الجدية والأخذ دون العطاء والنيل دون الوفاء . زمن اللهو مع الرويبضة والتفاخر باللاشيئ .
فاجعة لنا ومصيبة حلت بنا يوم رحيلك عنا . فيه حبست دموعنا برهة ثم انفجرت بحرارة . الحزن ومناجاة العلي القدير بقلوب مكضومة وافئدة متالمة بشدة والسنة تلهث بالدعاء والابتهال الى الله ان يتقبلك في رحمته.
اليك اخي العزيز وصديقي الوفي يامن كنت خير الناس وافضل الرجال واوفى البشر الى روحك الطاهرة ، الى جسدك النقي ، الى عقلك وفكرك النير التقي، الى كل شيئ هو فيك حاضرا وجميل – نهديك جم حبنا وخالص دعواتنا وخير قراءتنا لفاتحة القرآن الكريم مع كل صلاة نؤدها طاعة وتقربا الى الله
نعدك ان لا ننسى مكارم ودماثة اخلاقك ونبل صفاتك ومحاسن طباعك وكل ماهو جميل في حياتك حتى نرحل اليك ونغفو بجوارك ولا نستيقظ الا ونحن جميعا برفقة سيد الخلق أجمعين – محمد الصادق الامين- عليه افضل الصلاة والتسليم